عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-10, 10:15 رقم المشاركة : 14
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي رد: وقفات مع الشعر والتاريخ


في سنة 836هـ، استولى النصارى على حصن اللقون بعد معركة سميت باسمه. واللقون من أهم حصون مدينة واد أش. فخاطب الشاعر عبد الكريم القيسي البسطي أهلها قائلا:


يا أهلَ وادي الأشى لا در دركمُ **** ولا برحتمْ لقى للكربِ والكمدِ
ضيعتمُ سفهاً حصنَ اللقونِ ولمْ **** تراقبوا فيه حقَّ الواحدِ الصمد
حتى حواهُ العدا غدراً وصار لهمْ **** لغزوكمْ عمدةً من أفضل العمدِ
فاستشعروا إذ أضعتمْ فيه حزمكمُ **** والجدَّ قربَ انقضاءِ الوقتِ والأمد


والشاعر هو نفسه الذي آلمه ما آل إليه حال الأندلس وأهلها فقال:


لمصاب أندلسٍ تصوب الأدمع ***** ولما جرى فيه تذوب الأضلع


وتكررت المأساة مع مدينة رندة، إذ سقطت في أيدي الأسبان في سنة 890هـ. وإليها ينتمي أبو البقاء الرندي، الذي أضحت المدينة تفتخر بأنه من أبنائها، ووضعت له نصبا مازال يشاهده زوار المدينة إلى اليوم.

سقوط رندة اختزل الصورة. فكل ما كانت تعانيه أي مدينة سقطت في أيدي النصارى عانته مدينة رندة. وقد صور حالتها في قالب بديع شاعر مجهول، يظهر أنه كان من سكانها. وفي قصيدته تلك، أتى على ذكر مالقا التي سقطت بعد رندة بسنتين، وبلش وبسطة وغيرها. كما أتى على ذكر الاضطهاد الذي حصل للمسلمين وكيف كانت تنتهك حرمة المساجد وكيف كان النصارى يعتدون على أعراض النساء الأندلسيات. وهي قصيدة مفعمة بالصدق، لذلك جاء الرثاء فيها مؤثرا:


أحقا خبا من جو رندة نورها *** وقد كسفت بعد الشموس بدورها
وقد اظلمت ارجاؤها وتزلزلت *** منازلها ذات العلا وقصوره
احقا خليلي ان رندة اقفرت *** وازعج عنها اهلها وعشيرها
أحقا أخلائي القضاء أبادكم *** ودارت عليكم بالصروف دهورها
فقتل وأسر لا يُفادَى وفرقة *** لدى عرصات الحشر يأتي سفيرها
فمالقة الحسناء ثكلى اسيفة *** قد استفرغت ذبحا وقتلا حجورها

وجزت نواصيها وشلت يمينها *** وبدل بالويل المبين سرورها
وقد كانت الغربية الجنن التي *** تقيها فاضحى جنة الحرب سوره
وبلش قطت رجلها بيمينها ***ومن سريان الداء بان فطورها
وضحت على تلك الثنيات حجرها ***فأقفر مغناها وطاشت حجورها
وبالله ان جئت المنكب فاعتبر*** فقد خف ناديها وجف نضيرها
وقد رجفت وادي اش فبقاعها *** سكارى وما استاكت خمورها
وبسطة ذات البسط ما شعرت بما *** دهاها وانى يستقيم شعورها
وما انس لا انس المرية انها *** قتيلة ادجال ازيل عذيرها
فوا حسرتا كم من مساجد حولت *** وكانت الى البيت الحرام شطورها
ووا أسفا كم من صوامع أوحشت *** وقد كان معتاد الأذان يزورها
فمحرابها يشكو لمنبرها الجوى *** وآياتها تشكو الفراق وسورها
وكم طفلة حسناء فيها مصونة *** إذا أسفرت يسبي العقول سفورها
تميل كغصن البان مالت به الصبا *** وقد زانها ديباجها وحريرها
فأضحت بأيدي الكافرين رهينة *** وقد هتكت بالرغم منها ستورها
وكم من صغير مات في حجر أمه *** فأكبادها حرّاء لفح هجيرها
وكم من صغير بدّل الدهر دينه *** وهل يتبع الشيطان إلا صغيرها
لأندلس ارتجت لها وتضعضعت *** وحق لديه محوها ودثورها
منازلها مصدوعة وبطاحها *** مدائنها موتورة وثغورها
وقد لبست ثوب الحداد ومزّقت *** ملابس حسن كان يزهو حبورها









    رد مع اقتباس