عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-05, 10:56 رقم المشاركة : 13
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي رد: وقفات مع الشعر والتاريخ


وبما أن كل مدينة كانت تمثل مملكة في عصر الطوائف، فقد كان سقوط المدن يعني سقوط الممالك. وهكذا عندما سقطت طليطلة كما سبق، فإن ذلك كان سقوطا لبني ذي النون، وسقط بنو عباد بسقوط إشبيلية. وقد رثاهم ابن اللبانة بأبيات جميلة:

تَبْكِي السَّمَاءُ بِدَمْعٍ رَائِحٍ غَادِي*** عَلَى البَهَالِيلِ مِنْ أَبْنَاءِ عَبَّادِ
عَلَى الْجِبَالِ الَّتِي هُدَّتْ قَوَاعِدُهَا*** وَكَانَتِ الأرْضُ مِنْهُمْ ذَاتَ أَوْتَادِ
يَا ضَيْفُ أَقْفَرَ بَيْتُ الْمَكْرُمَاتِ فَخُذْ*** فِي ضَمِّ رَحْلِكَ وَاجْمَعْ فَضْلَةَ الزَّادِ
وَيَا مُؤمِّلَ وَادِيهِمْ لِيَسْكُنَهُ ***خَفَّ القَطِينُ وَجَفَّ الزَّرْعُ بِالوَادِي
إِنْ يُخْلَعُوا فَبَنُو الْعَبَّاسِ قَدْ خُلِعَوا*** وَقَدْ خَلَتْ قَبْلَ حِمْصٍ أَرْضُ بَغْدَادِ

وحمص اسم آخر لإشبيلية.


وبسقوط مدينة بطليوس، انتهى أمر بني الأفطس الذين رثاهم الشاعر ابن عبدون قائلا:

الدَّهُر يفجَع بعد العين بالأثرِ .... فما البكاءُ على الأشباح والصّور
أنهاكَ أنهاكَ لا آلُوك موعظةً .... عن نومةٍ بين نابِ اللّيث والظُّفُر
فالدّهر حربٌ وإن أبدي مسالمّةً .... والبيضُ والسودُ مثلُ البيِض والسُّمُر
ولا هوادةَ بين الرّأس تأخُذُه .... أيْدي الضِّرابِ وبين الصّارِمِ الذّكر
فلا يغرنّك من دنياك نومتُها .... فما صناعةُ عينيها سِوَى السَّهر
بني المظفَّر والأيّامُ ما برحت .... مراحلاً والوَرى منها على سَفَر
سُحقاً ليومكم يوماً ولا حملت .... بمثله ليَلٌة في غَابِر العمر
من للأسّرة أو من للأعنّة أو .... من للأسنّة يهديها إلى الثُّغَر


وتذكر كتب التاريخ أن المظفر كان من أهل الفضل والصلاح.


ونتيجة لا الوضع، تقلص حجم البلاد بشكل كبير، وانتقلت الأندلس من بلاد مترامية الأطراف إلى أرض في جنوب إسبانيا، وهي ما كان يعرف بالأندلس الصغرى، أو مملكة غرناطة التي حكمها بنو الأحمر.


لقد كان طبيعيا أن يكون السقوط خاتمة لهذا الوضع بعد أن توفرت مقدماته. فالضعف وصل درجة لا يمكن تصورها، والتعلق بالحكم كان يدفع البعض إلى التعاون مع النصارى في قشتالة وغيرها ضد إخوانهم من المسلمين في الممالك الأخرى.

ولما بلغ الضعف مبلغه، شرع الملوك يؤدون الجزية للمسيحيين مقابل الحماية. وهذا ما أغرى هؤلاء بالمسلمين وغذى أطماعهم في الإستيلاء على باقي أراضي الأندلس.









    رد مع اقتباس