الحواميم هدف السور واجبات علينا القيام بها و محاذير يجب الابتعاد عنها. و كل سورة من السور ركزت على جزئية معينة إما من الواجبات أو من المحاذير. 1- سورة الشورى تركز السورة على أهمية الوحدة و خطورة الفرقة، فالاختلاف لابد أن يحدث بين البشر لأنه من طبيعة النفس البشرية، و لكن يجب ألا يسبب في الفرقة بين الأمة، لذلك سميت بالشورى لأنها العلاج الأمثل لاختلاف وجهات النظر. 2- سورة الزخرف هي سورة تخاطب كل من تعلق بالمظاهر. و توضح السورة أن الزخرف الحقيقي في الجنة و ليس في الدنيا، و توضح أن الانبهار بالمظاهر قد يكون السبب في تضييع المسؤولية و الرسالة من الأمة. و ذكرت السورة كذلك قصة فرعون و ركزت على مدى تباهيه بثروته و جاهه و مصيره رغم ذلك. كما ذكرت السورة قول قريش للنبي عندما بُعث فيهم " لولا نزل هذا القرآن على رجلمن القريتين عظيم" فكان المقياس عند قريش هو المظاهر الخادعة، و في هذا تنبيه لنا أن المقياس الحقيقي للبشر ليس المظاهر بل الجوهر. كما ذكرت السورة عيسى عليه السلام لأنه رمز الزهد و عدم الانخداع بمظاهر الدنيا. و في الآية 44 " وإنه لذكرلك ولقومك " تركز على معنى هام جدا و هو أن الشرف الحقيقي في الدنيا الذي يجب أن نعتز به و نتمسك به. 3- سورة الدخان تركز هذه السورة على مظاهر أخرى دنيوية قد تخدع البعض منا و يجب علينا الحذر منها، فتتحدث عن الثروة و السلطة و التمكين في الأرض، فهي تمثل تكمله للمظاهر التي ذكرت في سورة الزخرف و يجب الحذر منها. 4- سورةالجاثية تحذر من خطورة التكبر في الأرض. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" 5- سورة الأحقاف توضح أنه بالرغم من كل ما سبق و قيل في القرآن فإنه سيكون هناك من يسمع و يطيع، و من سيرفض و يأبى الطاعة. و ذكرت السورة نموذجا الجن لأنهم آمنوا بما سمعوا من القرآن، و ذكرت نموذجا لابن عاق دعاه والداه لٌلإيمان و لكنه أبى و رفض. و توضح لنا السورة أنه بالرغم من الجهد الذي قد يبذله الداعي إلى الله، فإن الهداية هي من عند الله وحده، و توفيق منه تعالى. و جاء في ختام سورة الأحقاف و هي خاتم للحواميم الآية 31 " يا قومنا أجيبوا داعي الله " و فيها دعوة صريحة لاتباع أوامر الله و الإيمان به. و ختمت الحواميم بالآية 35 في سورة الأحقاف"فاصبركما صبرأولوا العزم من الرسل.." و فيها دعوة إلى الصبر و الترفق و اللين في الدعوة، فديننا دين الرأفة و الرحمة و اللين. خلاصة هذه السور عليكم بالشورى، و احذروا الكبر و المظاهر الخادعة و السلطة.