عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-12-29, 12:23 رقم المشاركة : 24
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: حصرى على منتديات الأستاذ:يوميات أستاذ


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a.khouya مشاهدة المشاركة
السلام عليكم.
عدت اليكم مرة أخرى لأنقل لكم وبكل أمانة جزئية بسبطة من معاناة الأستاذ.

-ثلاثة أيام بلياليها والأمطار تهطل بغزارة ،ابتلت الأرض وابتل معها حطب التدفئة،قليل من عيدان الحطب في ركن الغرفة الصغيرة التي اصبحت مطبخا.الرعد ي*** وبكل قوة وتعيد الجبال المحيطة صداه ومعه البرق يضيئ كل مكان بالتوالي وفي تناغم عجيب.كلما *** الرعد أقفز من الخوف.
اذا قمت باستطلاع خارج البيت ترى أشجار اركان راكعة تكاد تسقط من هول العاصفة،السيول جارفة حيث إمتلأ الغدير رغم عمقه وشساعته.
وحيدا لا ماء ولا كهرباء وبطاريا ت المذياع قالت الوداع.
نفد الطعام،لم يبق منه شيئا اللهم بعض فتات من الحلوى .لا مغيث الا الله تعالى.الواد يزمجر حاملا معه العيدان والأشجار والرمال يقف حاجزا منيعا بيني وبين الدواوير المجاورة والمدينة.لا حول ولا قوة إلا بالله.
في اليوم الثالث،خرجت ارقب الطريق لعلي اجد من يزودني بالطعام ،لكن دون جدوى.أظلم الليل قبل الغروب ،في تلك اللحظة هبت ريح عاصف هلع من هولها قلبي .اوصدت الباب بدعامة من شجر اركان وحجر،واشعلت نارا ووضعت عليها إبريقا أسودا.الغرفة اصبحت لا تطاق،دخان كثيف،عيناي تسيل دمعا دون بكاء.لساني جف ليس من العطش بل من الخوف.
شربت كأس شاي بالزعتر،وتركت ما تبقى وقلت به سأفطر،وكذلك كان .قضيت ليلتي يعصرني الجوع والهلع.نمت سويعات قليلة بعد ان اتممت قراءة قصة*الفراشة* papillon كنت اقتنيتها من براريك جامع الفناء وعلى ضوء قنديل.
بزغ الفجر،لم أجرؤ على الخروج خوفا من الخنازير البرية.وبعد هنيهة،سمعت اصواتا آتية من بعيد .خرجت وأنا اتفحص المكان.بياض في بياض.بدأ النور يظهر معلنا طلوع الشمس ويوم جديد، تنفست الصعداء .وقلت الحمد لله فرجت.لكن الواد لازال جارفا وخطيرا.
هناك على الضفة المقابلة للمدرسة،أرى وبوضوح أطفالا صغارا.اتعلمون من؟ تلامذتي،يلوحون لي بأيديهم البريئة ليعبروا عن أسفهم عدم إمدادي بالطعام ولمدة ثلاثة أيام بلياليها.
وما ان طلع النهار حتى فرجت.ولكم مني السلام إخوتي في المهنة والمحنة.
كان ذلك سنة 1979

كم عانى ...وكم يعاني رجل التعليم...وهو مرمي بين الجبال والفيافي والقفار لا ذنب له في ذلك سوى أنه سراج منير يزرع العلم والمعرفة ويحارب الجهل لأبناء بلده...
ما أقدس رسالته إذن...!
وما أشرفه من إنسان...!

تحيتي لكل بطل في مهنة التعليم وهو يؤدي رسالته رغم العوائق...رغم الظروف السيئة التي يعمل فيها.

تحية عز وإباء لهم جميعا ...
ولخويا على صدق البوح رغم مرارته.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس