طرد 6000 أستاذ : مفارقات صحيفة الأستاذ | الجمعة 27 ديسمبر 2013 بقلم : هشام أجانا من انزكان لقد استحوذ مشكل الأساتذة حاملي الشواهد العليا على نصيب هام من الاهتمام من طرف المتتبعين والمهتمين بالحقل التربوي، سيما عندما بلغ إلى أسماع الجميع أن الوزارة تقوم بالترتيبات اللازمة لطرد 6000 أستاذ من الوظيفة العمومية، ذنبهم الوحيد هو مطالبتهم بحقهم في الترقية كسائر الأفواج السابقة. لكن ما يستغرب له المرء حقا عند التعمق والتمحيص هو أن وزارة التربية الوطنية تعيش في هذه الحالة تناقضات ومفارقات صارخة لعل أهمها : المفارقة الاولى : إن ولوج مهنة التدريس يقتضي الحصول على الإجازة وبالتالي فتوظيف 6000 مدرس جديد في سلك التعليم سيتم في السلم 10 على الأقل، ناهيك على أن الموظف الجديد سيبدأ مهنة التدريس بمتاعب ( تكوين – تدريب- زيارات ميدانية مع المؤطين-…) مما يعني ميزانية إضافية يجب تخصيصها لتكوين هؤلاء المدرسين الجدد. طيب لماذا لا تختصر الوزارة المسافات وتربح الرهان عن طريق ترقية هؤلاء الأساتذة وحل المشكل نهائيا؟ لماذا لا تستخلص الوزارة العبرة من التعليم الخصوصي الذي يطالب بعدم اجتياز موظفيه مباريات التوظيف لكون مؤسسات التعليم الخصوصي تعتبر الأمر سرقة لأطرها المكونة؟ المفارقة الثانية : عند بداية الموسم الدراسي، تقدمت بطلب إلى أكاديمية سوس ماسة من أجل تدريس الرياضيات بأقسام تحضير التقني العالي بمؤسسة الادريسي التقنية بأكادير بحكم أنني مؤلف لسبعة كتب تعنى بمادة الرياضيات بمستويات BTS و DUT و CPGE ، إضافة إلى تدريسي هذه المستويات للسنة السادسة على التوالي بالقطاع الخاص و المدرسة العليا للتكنولوجيا بأكادير. فكان الرد ايجابيا بشرط وحيد فقط هو: ” شريطة تعويض المنصب الذي ستتركه”. يا الاهي، كيف بوزارة التربية الوطنية أن توفر المناصب التي سيتركها 6000 مدرس، بينما هي غير قادرة على تعويض المنصب الذي سيتركه مدرس وحيد في الرياضيات؟ إنها قمة التناقض. المفارقة الثالثة : صحيح أن المباريات هي المعيار الحقيقي لولوج المناصب والترقية، لكن ما يجعل هذه المباريات غير دي جدوى هو شح المناصب المخصصة، رغم الخصاص المهول في المدرسين. وكمثال بسيط، توظف وزارة التربية الوطنية الفرنسية حوالي 300 أستاذ مبرز في الرياضيات سنويا، بينما في المغرب لا يتجاوز عدد الخريجين عدد أصابع اليد رغم أن ساكنة المغرب هي نصف ساكنة فرنسا. والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.