المشاركة الأصلية كتبت بواسطة objectif
التحرش الجنسي سلوك عرفته و تعرفه كل المجتمعات الإنسانية بطرق مختلفة . و هو ناتج عن عوامل تربوية ، اقتصادية ، اخلاقية ، اعلامية ، و الضبابية التي تشوب دور مؤسسة الأسرة إن وجدت ــ بضم الواو ــ و المجتمع الدي لم يحسم بعد تصوره لمنظومة القيم .
المسؤولية موزعة بين أطراف متعددة قد تساعد جميعها في اشعال لهيب التحرش ..حتى الضحايا بتبرجهن إد أن التبرج بكل مظاهره يعد تحرشا .
مجتمعنا شبابي بتكوينه ،متعدد التوجهات و الثقافات بحكم تاريخه و موقعه الجغرافي . شباب يعاني التهميش و الإقصاء بكل تمثلاته الإقتصادية ، التعليمية و الثقافية ...و بالتالي فاقد الشيء لا يعطيه ...إنه عالم العبث و إخراج التدمر و الفراغ و الفقر المعنوي عبر اللجوء الى الإنحراف في كل شيء للتعويض عن الفشل في الطرق و الأساليب المشروعة التي تقرها أعراف و منظومة المجتمع الى شريعة الغاب ...
و لايخفى أن الجنس حاجة فيزيولوجيا و نفسية ..مؤثرة في سلوكيات الإنسان قد تدفعه الى التهور و تغييب العقل و كل الحواجز التي تدخل في اطار القيم أو التصرف الحضاري الملازمة للفكر السليم .
لهدا لكي يتم التخفيف من انتشار هاته الظاهرة الخطير يجب على المجتمع كمؤسسات و منظومة تربوية و مجتمع مدني و مثقفين و علماء توحيد و توضيح منظومة القيم ليكن من نتائجها :
ــ تفعيل دور القضاء في مهام تصحيح سلوك الجانحين و الأحداث أو معاقبة محترفي التحرش بكل اصنافهم .
ــ احياء العلاقات الأسرية و محاربة عوامل التشرد و التهميش .
ــ دور مرافقة التربية للتعليم ، اعادة النظر في أهمية السلوك في التقويم المدرسي .
ــ اعادة النظر في الرسالة الإعلامية و ضوابطها الأخلاقية و مدى انسجامها مع الثقافة و الحضارة المغربية .
ــ اعادة النظر في السياحة كمنتوج يساهم في انتشار الدعارة و انحلال الشباب الى منتوج يساهم في ترقية الشباب اقتصاديا و ثقافيا .
.
.
.
على كل حال ، كل الظواهر السلبية الماسة بصورة المجتمع تحتاج الى تعبئة و يقضة و معالجة مستدامة و ليست منسباتية ..أي رفع معدل التشغيل للمعطلين بكل اصنافهم و تشجيعهم على الزواج و الإندماج في المجتمع و البحث عن الحلول التي تعيد المنحرفين و التائهين لأحضان مجتمعهم بعيدا عن الضياع و التيه .
موضوع التحرش الجنسي يجب تناوله من كل الجوانب للموضوعية دون مقاربة فوقية أو أبوية ليكون الحل تغيير عقلية بطرق عقلانية بعيدا عن الحماسة و الشعارات التي لا تؤثر في تنامي هدا المرض الإجتماعي الخطير .
تحياتي