عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-12-28, 11:33 رقم المشاركة : 5
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي رد: وقفات مع الشعر والتاريخ


في خضم ذلك الوضع المؤلم الذي كانت تعيشه منارة الحضارة في أوربا، جاء السقوط المدوي لإحدى أهم مدن الأندلس: مدينة طليطلة. كان ذلك في سنة 479هـ.

اهتزت دعائم الدولة بسقوط المدينة لما كانت ترمز إليه من مكانة علمية إذ كانت مقرا للعلماء وفضاء للمدارس والمساجد، كما كانت قمة في المعمار.

وقد تم العثور على قصيدة لشاعر مجهول، يرثي فيها طليطلة، ومما جاء فيها:

طليـطلة أبــــاح الكفـــــر منهـا*** حمــاهـــا إن ذا نبـــــأ كبـــيـر
فليس مثالهـــا إيـوان كســرى*** ولا منهـــا الخـورنق والسدير
محصنـة محسنـــــة بعــيــــد*** تناولهــا ومطلبـــــهــا عسير
ألـــــم تـك معقــلا للدين صعبا*** فذللـه كمــا شــاء القديــــــــر
وأخــــــرج أهلهـا منها جميعــا*** فصاروا حيث شاء بهم مصيـر
وكـانت دار إيمــان وعلـــــــــم*** معالمهـا التى طمسـت تنـيــــر
فعـادت دار كفـر مصطفـــــــاة*** قد اضطربت بأهليهـا الأمـــور
مسـاجـدها كنـائس أي قلـــــب*** على هــذا يقـر ولا يطـيــــــــر
فيا أسفـاه يا أسفـاه حــــــــزنا*** يكـــــرر ما تكـررت الدهــــور

أما الشاعر ابن العسال، فقد أدرك تبعات السقوط، وأن الآتي أعظم. فسقوط مدينة في وسط البلاد هو إيذان بسقوط البلاد كلها:

يا أهل أندلس حثـوا مَطيَّكــُمُ *** فما المقام بها إلا مـن الغلــطِ
الثوب يُنسلُ من أطرافـه وأرى *** ثوب الجزيرة منسولاً من الوسـطِ
ونحن بيـن عـدو لا يفارقنـا *** كيف الحياة مع الحيات في سفـطِ






    رد مع اقتباس