المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روبن هود
الزمان: بداية الفترة الزوالية.
المكان: الشارع الذي اجتازه يوميا أثناء توجهي إلى العمل.
الشخوص: أنا ـ تلميذ درس عندي سابقا.
بعد وجبة الغذاء والقهوة السوداء الضرورية توجهت صوب المؤسسة، في يوم كان يبدو مثل سابقه، وربما مثل لاحقه.
وأنا أهم باجتياز الشارع المكتظ، أرى التلميذ المذكور يتوجه إلي بطريقته المألوفة في السلام والحديث، وهي التي تنم عن كونه ربما يرتاح إلي. أسلوبه معي كله تبسم وحياء ولباقة:
ـ أستاذ، ما كايناش القراية. أتعمد هنا الكتابة بالدارجة حتى أصور الأسلوب الدرامي الذي كان يخاطبني به. فقد كان يعطيني المعلومات بالقطرة كما يقال.
سألته: لماذا؟
ـ لقاو واحد ميت.
اندهشت وظننت في البداية أن أحد المشردين وجد ميتا قرب المؤسسة. سألته: بجانب المؤسسة؟
ـ لا. داخل المؤسسة.
فكرت: هل يتعلق الأمر بتلميذ تعرض للقتل على يد قاتل. سألته مرة أخرى وهو يعذبني بإجاباته المختصرة: هل هو تلميذ؟
ـ لا. استاذ.
أتعرض أستاذ للقتل أم ماذا؟ سألته: هل قتل أم ماذا؟
ـ هل تعرف الحارس العام فلان؟ لقد انتحر ووجد مشنوقا في مكتبه !!!!!!!!!
هذا ما حصل، ولا داعي للخوض في التفاصيل والتأويلات، لكن الحدث ترك أثره.
رحمة الله عليه.