حل يوم الخميس 19 دجنبر 2013، وفد من دولة السودان الشقيقة، مرفوقا بالسيد محمد بوشامة، ممثل مكتب اليونيسكو بالرباط، للاطلاع على التجربة النموذجية لبرنامج محاربة الأمية والتربية غير النظامية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس تافيلالت.
وتهدف هذه الزيارة إلى تبادل الخبرات والاطلاع عن قرب على تجربة الجهة في المجال محاربة الأمية وما بعد محو الأمية، في أفق استنباط التجربة المغربية في المجال، خصوصا وأنها تأتي بعدما منحت " اليونسكو" مديرية محاربة الأمية بالمغرب جائزة " كونفوشيوس " الدولية، كاعتراف من المنظمة بالخدمات والمجهودات التي يبذلها المغرب في مجال محو الأمية.

بعد استقبالالسيد مدير الأكاديمية لأعضاء الوفد السوداني والسيد ممثل مكتب اليونيسكو بالرباط والترحيب بهم، انطلقت أشغال هذا اليوم بتقديم السيد بنسالم آيت بولجاوي، رئيس المركز الجهوي لمحاربة الامية والارتقاء بالتربية غير النظامية بالأكاديمية، لعرض تطرق فيه إلى نبذة مفصلة حول حصيلة برامج محاربة الأمية خلال سنة 2012-2013، مؤطرة باستراتيجية عمل واضحة المعالم، تنبني على أسس وطنية وأخرى دولية، " لا تعزل آفة الأمية عن أسبابها ولا عن نتائجها وانعكاساتها". كما تطرق إلى مجموعة من المعطيات والمؤشرات المتعلقة ببرنامج محو الأمية وما بعد محو الأمية وكذا برنامج التربية غير النظامية بالجهة، من حيث تطور أعداد المستفيدين عبر السنوات، و توزيعهم حسب النوع ووسط الإقامة، والقطاعات المتدخلة في المجال، وعدد الجمعيات الشريكة بالجهة، والميزانيات المرصودة لكل برنامج على حدة، إضافة إلى شروحات وافية حول آليات الاشتغال وكيفية تدبير الشراكات مع الجمعيات الشريكة في المجال. كما تطرق عرض رئيس الوحدة الجهوية إلى مخطط عمل الأكاديمية برسم سنة 2013-2014، والذي يرتكز على الرفع من وتيرة الإنجاز، وتوسيع دائرة التدخل، وتحسين جودة الخدمات، إضافة إلى توفير شروط النجاح.

هذه الإنجازات وضعت وفق مرجعيات واستراتيجية وطنية تنهل من التوجيهات الملكية ومقتضيات تنزيل الدستور واستجابة لالتزامات الحكومة ووفق استراتيجية عمل الوزارة للحد من الهدر المدرسي والتقليص من نسبة الأمية ب % 4 سنويا على الصعيد الجهوي ودعم برامج محاربة الأمية، فيما تجسدت الأهداف من خلال الرفع من أعداد المستفيدين والارتقاء بجودة البرامج ، حيث انتقلت نسبة الأمية لدى الفئة العمرية 10 سنوات فما فوق بالمغرب، من % 38 سنة 2006 إلى % 30 عام 2011 ، ثم انخفضت إلى % 28 خلال سنة 2012، وذلك حسب البحث الوطني والدراسات المنجزة حول الأمية بالمغرب.

بعد ذلك، تعاقب أعضاء الوفد على طرح جملة من الملاحظات والتساؤلات حول المعطيات والمعلومات المتضمنة في العرض، حيث ركزت مجمل التدخلات على التنويه بالتجربة المغربية في المجال بشكل عام وتجربة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس تافيلالت بشكل خاص، وكذا الآليات التي تمكن من تتبع ومواكبة برامج محو الأمية وما بعد محو الأمية، وكيفية تدبير النظام المعلومياتي المعتمد في تتبع وتقويم برامج محو الأمية... تساؤلات وغيرها تفضل رئيس المركز الجهوي لمحاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية للإجابة عنها بكل ما تستحقه من دقة وتفصيل.