المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزيه لحسن
من الطبيعي ، ومن المعلوم أن لكل شاعر صوره الشعرية التي يبتكرها و يتميز بها عن الآخرين ، وتمثل قوامة الكلمات المشحونة بالإحساس و العاطفة و الصوغ اللساني ، الذي بواسطته يجري تمثل المعاني ، و إحالتها إلى صور مرئية معبرة .
مع المبدعة الرقيقة ، أختنا فاطمة المنصوري ، يحس المتلقي بالدهشة نتيجة حذق الشاعرة التي استطاعت أن تُحقق التفرد و " بكارة " التصوير ..
لقد سارت الشاعرة مخترقة للزمان و المكان ، ضمن مسيرة شاعرية مصاحبة للإيقاع النسقي للنص ، إيقاع حافظ على الهدف الأسمى للمبدعة ... فلم يكن هدفها يرتكز على " التوصيل " أو ايصال المعنى ، بل قد عملت على توصيل ذاتها بكل طاقاتها الجمالية .
لقد اعتمدت الشاعرة على طاقتها الداخلية المفجرة للتخييل ، طاقة أنتجت التوهم و التوقع بكل التوابع اليلاغية من مجاز و استعارة وكناية و تشبيه ...إنها قدرة إنتاج خارقة ، و جلي أن نحتفي بها .
وإذا كان الشعر هو ترجمان العواطف ، ومجسد الأحاسيس ، والمعبر عما ألم بالنفس ، فقد كانت قصيدة " امرأة من فجر " مرآة تعكس مأساة الذات المشاكسة ، الذات الملتهبة ، والمشدودة إلى عمق الآهات ....
آهات من صنع فعل الآخر ، آهات تولدت نتيجة حرقة الغدر ... فياوَيل الآخر العنيد ، وياوَيل امرأة الجليد التي ألهبت النار بكومات ثلجها !
وأخيرا ، فللقصيدة نصيبها من السحر الهادئ ، ومهما كل القراءات تظل مملكة من الكلمات التي تحقق الشاعرية و الخصب الشعري.
مع جميل المودة.