المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a.khouya
 السلام عليكم.
سألبي طلبكم ,رغم أني لا أجيد فن التعبير.
-في الصباح الباكر وبخطوات ثقيلة,حاملا حقيبة صغيرة بها كتيب اقتنيته من براريك جامع الفناء, وسروال وقميص,اصل الى رصيف محطة الحافلات باب دكالة الصويري.دخان كثيف,هواء مشبع بالرطوبة مما جعلني اجد صعوبة في التنفس.امواج تتلاطم على الصخور المحادية للمحطة,ردادها يكاد يبلل محياي.ارتشفت فنجان قهوة اسود وصعدت الحافلة المتوجهة الى اكاديروالمارة من تمنار, مقر عملي الجديد.
في طريقي الى تمنار,لفت نظري كثرة الاشجار الشوكية المثمرة و على اغصانها عنزات تأكل من أوراقها. فسألت احد الركاب عن اسم هذه الشجرة.فاجاب.
/أركان هذا/ باللكنة الامازيغية المحلية.وضحك بملء فمه حتى ظهرت سن واحدة في فكه العلوي.
توقفت الحافلة ,اشار الي الجابي معلنا وصولي.قرأت الفاتحة ثم نزلت.. عالم جديد,اسئلة كثيرة تجول في خاطري.يا ستار ,يا حفيظ.تأخرت بيوم,حثما سأكون اخر من التحق ومجبرا على أخذ اي مستوى و قبول اخر وحدة مدرسية.توكلت وقصدت المؤسسة*م.م تمنار*.
استقبلني الحارس بالترحاب,قائلا.معلم جديد؟قبل أن أجيب وقف السيد المدير بجلبابه الاصفر وطربوشه الاحمر.ورحب بي بدوره وهو يمرر يده على بطنه وبعين ثاقبة يتفحصني.وادركت بأنه الاختبار الأول/الهندام/
كانت الساعة تشير الى العاشرة ونيف, الجو حار,الصمت يخيم على المدرسة ,خمسة اقسام بعضها مفتوح والاخر موصود.الكل يراقب المعلم الجديد الذي سيملأ الخصاص.
دخلنا الأدارة قدمت للسيد المدير تعيني بالمؤسسة فوضعه جانبا بعد تفحصه وقال وبالحرف..لقد وزعت الأقسام البارحة ولا مكان لك عندي في المركزية.نزلت علي كلماته كالماء البارد.ثم أردف قائلا.بما أنك مزدوج ,سأرسلك الى فرعية *بومجي*وسأسند لك تدريس العربية والفرنسية للمستوى الثالث.ثم بدأ يصف المكان من حيث الطبيعة والقرب وطيبوبة الساكنة .
بعد أن حملني السيد المدير بسجل الغياب وعلبة طباشير ودعني قائلا.. سأزورك قريبا وأرسل معي أحد التلاميذ من أبناء المنطقة ليرشدني................................ما يقارب الساعة وأنا اتبع التلميذ المرشد .ما اسرعه,لم اتعود المشي في الغابة,شعاب,تلال,هضاب و..........
والمسالك الوعرة.وقفت أكثر من مرة لأستريح والتلميذ يرمقني من بعيد.
وصلت الوحدة المدرسية,كانت عبارة عن بناية من التراب والحجر.تتكون من قسم للدراسة ومنزل صغير.ابواب مهترئة ونوافد بدون زجاج .ضاقت بي الدنيا رغم رحابتها.
استقبلني المعلم الوحيد بالوحدة المدرسية بتحية الأسلام
وبحرارة وذكرني بأنه من أبناء الدوار.فقلت في نفسي الحمد لله فرجت.
استقبلت تلامذتي التسعة,عرفتهم بنفسي وتعرفت عليهم.والذي ادهشني هو لباسهم الموحد.افمصة طويلة
وبألوان مختلفة.
أول مشكل يطفو على السطح.*السكن*
منزل مفتوح على الدوام,اتربة متراكمة هنا وهناك,مرحاض مملوء بالحجارة,مطبخ بدون سقف.
صافحتني خيوط العنكبوت وأنا أخطو أول خطوة داخل الغرفة.دمعة سالت,دون أدري.فأدرك صاحبي بأنني غير
راض على الوضع,فهمس قائلا.ستبيت الليلة عندي ان شاء الله.تنفست الصعداء,وشكرته.
بعد أن تناولنا وجبة الغذاء التي كانت عبارة عن خبز فطير وزيت اركان,وشاي .عدنا ادراجنا الى الفرعية فوجدنا النظافة تعم المكان.فشكرت المتعلمين على صنيعهم.
فلم اسمع ولو كلمة من احد ,فأدركت بعد ذلك بأنهم
لا يتكلمون اللغة العربية ويجهلون الدارجة كذلك.
صديقي الاستاذ أعتز بصداقته الى حد الساعة يزورني وأزوره.دامت صداقتنا أكثر من 35سنة والحمد لله.
ملحوظة. أول يوم ألج فيه القسم كمعلم.سنة1978
كيف لا تجيد فن التعبير وقد جعلتنا نستمتع صحبة يومياتك يا خويا؟؟؟
هي فرصة إذن أن تبقى وفيا لهذه الصفحة يا أخي الكريم
فلا تحرمنا جميل حسك وسردك ...
تحيتي...
|