عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-12-16, 08:21 رقم المشاركة : 9
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: حصرى على منتديات الأستاذ:يوميات أستاذ


كعادتي حين أنزل من الحافلة وأتوجه نحو مؤسستي ...أستبشر خيرا بهذا الصباح
هذا الشعور دعامة لنفسيتي يشعل في ذاتي شرارة العطاء حتى أقضي ساعات عملي في حيوية ونشاط مهما كانت ظروفي الصحية والإجتماعية.

وصلت باكرا كعادة المجتهدين المثابرين...لكنني ما إن اقتربت من باب المؤسسة حتى لمحت منظرا غير مألوف...
رجال الأمن والسلطة يحيطون بالشارع أمام باب المؤسسة،وبالضبط قبالته .
التلاميذ يتجمهرون حولهم بينما رجال الأمن يحاولون إبعادهم ...
الساعة الثامنة إلا ربع،ماذا جرى في هذه الساعة المبكرة على قارعة الطريق في شارع يسمى الشارع الحي المدرسي الذي توجد فيه ثانوية تأهيلية وابتدائيتان وإعدادية ومعهد الفنون الجميلة ...ودار الثقافة...
حي محترم جدا لا يمر منه إلا التلاميذ والطلبة وبعض المارين الذين يقصدون مواقف الحافلات للإنطلاق إلى أماكن حملهم...
ما الذي جرى فيه حتى أصبح الأمن ...وسيارات الدولة تعج بالمكان ؟؟؟

التحقت الأطر الإدارية مسرعة تدخل التلاميذ وتمنهم من التجمهر ...وصلت لباب المؤسسة ،جال في خاطري أن حادثة سير وقعت...والضحية أحد تلاميذ إعداديتنا...
أو لعله تلميذ من الإبتدائية المجاورة...ولكن ...لا أثر للضحية
جال في خاطري أن لصا داهم مارا وجرحه...لكن لا أثر للإسعاف ...ولا أثر للمجني والمجنى عليه...

ماذا حدث؟؟؟ألف سؤال وسؤال كان ينغص علي صباحي المشرق...
قصدت بواب المدرسة (حارس البوابة الخارجية) وسالته بلهفة عساه يجيب عن حب استطلاعي ...

فكان الجواب كالصاعقة نزلت علي...
إنه لقيط يا أستاذة ...سمعه التلاميذ يبكي وهو مرمي على الرصيف...شاهد عيان من التلاميذ رآى سيارة من نوع حمراء اللون توقفت قبالة الإعدادية على الرصيف المواجه لباب المؤسسة نزلت منها فتاة شقراء الشعر،التفتت يمينا ويسارا وعندما استقرأت الأمان حطت شيئا من يديها فوق الرصيف...
ركبت في السيارة وأغلقت الباب وانطلقت المرسيدس بسرعة ...وكأن ركابها تخلصوا من عبئ ثقيل ... كأنهم تخلصوا العار...
ولكنهم للأسف لم ولن يتخلصوا طوال حياتهم من تأنيب الضمير ...

هذا الصباح ...ازداد رقم من الأرقام في لائحة اللقطاء ...الأطفال المتخلى عنهم

انتابتني قشعريرة من جراء ما سمعت...ضرب جرس الثامنة وأنا منتصبة في مكاني عاجزة عن الحركة بعدما شلت كل اعضائي...
منظر رهيب...سلوك مشين...إنسانية مشوهة...براءة مقهورة...

بالكاد حملت رجلاي نحو الداخل ...أبحث في ذاكرتي عن المكان المناسب في مقرر المادة التي أدرسها التي يمكنني استغلال هذه الوضعية المشكلة الواقعية التي عايشها تلاميذ المؤسسة بكل جزئياتها ...
في أي درس يمكنني استثمار هذه الوضعية :هل في الوحدة الحقوقية (حقوق الإنسان في الإسلام/ أو حقوق ذوي الحاجات الخاصة باعتبار المتخلى عنهم واللقطاء هم من هذه الفئة)
أم أستثمره في الوحدة الإجتماعية (رعلية الأبناء في الإسلام /أو حقوق الأبناء...)
أم في أستثمره في الوحدة الجمالية(جمال الباطن/أو جمال النفس/أو جمال الذوق...)
خيارات متعددة لأن أستثمر هذه الوضعية المشكلة في دروس المقرر...ولكن يبقى الإشكال

هل ذلك سيمحو عن هذا اللقيط عار خطأ من حملته في بطنها تسعة أشهر (ولا تستهل أن يطلق عليها أم...فالأم لا ترمي فلذة كبدها للشارع كي تنهشه الكلاب الجائعة؟؟؟
وبالتالي ما ذنب هذا اللقيط أن يحمل اسما لا حول له ولا قوة له به ؟؟؟

...دخلت إلى القسم وألف سؤال وسؤال يتسابقإلى ذهني :كم لقيط وجد على الأرصفة هذا الصباح في وطننا الغالي؟؟؟؟

صانعة النهضة/





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس