منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

وطئت قدماي الشارع على الساعة السابعة وربع، أثر الظلام ما زال يخيم على جبهة السماء،أمد نظري يمينا لأرى مدينتي وقد رسمت كأنها لوحة قرمزية ...كأنها حمامة بيضاء ممددة بين جبلي درسة وغورغيز...بالفعل منظر جميل يريح النظر وقد طليت كل البيوت باللون الأبيض الناصع.لون النقاء يضفي جمالا تحت بياض السحب .
أمد نظري يسارا لأستلهم كل معاني الرقة والدفئ والجمال ...فأنا أسكن في أسفل جبل غرغيز خارج المدينة بحوالي 5 كيلومترات .أقف متأملة عظمة الله في خلقه للجبال ،وأستمتع بهواء الجبل النقي أستنشقه بكل ما أوتيت من قوة استعدادا للذهاب نحو وسط المدينة حيث سأصطدم بدخان السيارات والشاحنات ...وبروائح النفايات المتناثرة بين الشوارع والأزقة هنا وهناك...

الصمت يطبق على المكان...لا أثر لشيء وسط الهدوء سوى بضع تلاميذ يظهرون من كل المفارق ،أعرفهم من خلال ملابسهم المدرسية الزاهية أقمصة بيضاء ناصعة وملابس زرقاء تخبرني أنهم من مؤسسة خديجة أم المؤمنين...وآخرون بلون رمادي يخبرني أنهم تلاميذ الشريف الإدريسي...وآخرون بلباس أحمر قاني يخبرني لونهم أنهم أبناء الحسن الثاني...

جنود مجندة تصبح وتمسي تنتظر الحافلة التي ستنقلهم إلى عالم الحركة والنشاط والعمل والجد...

وبينما أتأمل هذه الوجوه الفتية وهي ترسم على وجوهها مئات الأحلام ...توقظني من حلم يقظتي صفارة الحافلة الصاخب وكأنه يقول :

مرحبا بكم يا ساكنة (بوعنان) ...جئت أحملكم من الجبل والطبيعة والسكون إى الصخب والحركة والمدرسة ...

فنهرع جميعنا نتسابق إلى المقاعد الخاوية نجلس ونرتاح عليها وكأننا بتنا واقفين ...منهكين فوق الفراش.

صانعة النهضة/