عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-12-09, 15:42 رقم المشاركة : 123
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: والدتي...أمي...أماه...الأم




أمي.. أنشودة في دمي

آمال الصالحي




تمهلي، تمهلي أيتها النسمة الدافئة، فخفقات القلب تنخفض وترتفع، تهوي وتعلو، ثم تستقر، حينما الوعثاء تصيبني، وأنا بين ثناياك أبحث عن مكان الطفولة، عن صدر لازلت أتحسس موضعه، رائحتكِ لازالت عالقة تحفظ سرها تلك القطرة الحارة على أرنبة الأنف، كلما داعب صوت الوله حواسي، حين الشوق يعبر المسافات ما بعد الألف، ومن القارة السمراء إلى الشقراء، تختلط العبرات، تنقل معها رائحة ماء الورد، وبشرة ملساء تشتهيها شفتاي، لأطبع عليها قصيدة حب تليق بمقامكِ..

يقفز دون موعد كأس الحليب الصباحي إلى مخيلتي.. اشربيه كله بُنيتي، وطريقك بإذن الله بيضاءٌ بيضاء..ما أروعك يا أمي، وما أروع البياض الذي رسمته دوما أحداقك الباسمة، وأنا بك أنادي ليلَ نهار، وأعتلي في حبك عرش الولاء..كل صباح، وكل مساء..

ويأتي صوتك، كالصدى المتردد، يجد بابي مشرعا، يسري بين مسامي، يتدخل بين الرمش والعين، يستكين فوق الأهداب، ينام كالحلم الجميل على سرير الذكرى، مستلقيا موليا قبلته نحوي، يخاطبني في صمت، فبيني وبينه لا يوجد حجاب، وتسود اللغة المحررة من الكلمات..

لازالت تصلني يا أمي، كل الكلمات، كل العبارات، الأسرار الصغيرة والكبيرة، يحفظها وعاء من وفاء، قفله شوق للزمن الهارب..

ما أحوجني لوصالك، لعناق أحجية جادت بها مفكرتك، ونحن نلتف حولك كما الهرر، نحملق في ذهول.. ونزعة طفولية الان تدغدغ خلايا الذاكرة..

ما أقسى الشوق، حين تحكم المسافات قواميس البشر، ويندس الحنين بين تنهيدة وأخرى، يرتفع صوته حيناً، وينخفض حيناَ، ينتظر لقاء يروي ظمأ الانتظار، ويلبي رغبة قبلة عالقة على شفاه الحاضر..أسمعهم الان ينادونني..الوطن وأمي، وطفولة مفتولة بخيوط من حب..





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس