بارك الله فيك سيد أميجي، على حكمتك وموعظتك، ووالله لو بحث الانسان في قلبه عن الطيبوبة والشر، لوجد حيز الطيبوبة والخير أكبر بكثير من حيز وفضاء الإساءة والشر.
فالانسان خيّرٌ بطبعه، ونحن لا ننكر على أحد حريته في الرأي والتعبير، واختيار العقيدة، وما اختلفنا فيه مع أبي آية، مرده في الأول والأخير إلى الله ورسوله. ونقول لأخينا الفاضل: إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم فيه تختلفون. صدق الله العظيم.
ولا أنكر سوى الدعوة من أبي آية من منبره ومن منابر أخرى إلى بت الدعوة إلى أمر من شأنه التفرقة، وبث البلبلة في العقول سامحه الله. وهو أمر يدعو إلى القلق خصوصا حين نكون على بينة بالغايات والمرامي التي لا يجادل أحد في مصبها السياسي.
لأنها بكل بساطة تهم الخلافة وإمارة المؤمنين.
وهو أمر يتجاوز ما في قلوبنا من تسامح. حيث نعاني من البلقنة، في الأحزاب والنقابات...، أفنقبل البلقنة حتى في المعتقد؟ ماذا سيكون رأيه لو كنت بوذيا فأدعو الناس إلى البوذية، أو مسيحيا فأبشرهم بالمسيح؟ أو ملحدا فأطعن في الدين والتعبد؟ ألن يتصدى لي؟
أرأيت إن فاض القلب طيبا وخيرا، ألا يجدر به الأخذ بأسباب الوحدة العقائدية والوطنية؟ أليس في الدعوة إلى مذهب يخالف المذهب الرسمي للدولة خطورة على الوحدة الوطنية؟ لو سمحنا بهذا الأمر سيكون من الضروري إضافة خانة الديانه أو المذهب في بطاقة التعريف الوطنية كما في مصر ولبنان وسوريا والعراق. فنصير لا نتزوج إلا من هذا دون ذاك، ولا نختار للتعليم إلا هذا وذاك.وهلم جرا...
وإني صراحة أجد المسيحية الأصلية، قبل أن تحرف من طرف القيصر قسطنتينوس، وقبل أن يمؤسسها في إطار مؤسسة الكنيسة، أفضل من مذاهب الشيعة برمتها. وأجد المسيحي أقرب إلي من الشيعة الغلاة، ذوي ما يشوبه الكثير من التحريف والزور وبهتان البدعة والضلال. لأن المسيحي أقرب إلى الاسلام، ويسهل اقناعه به. بينما يصعب ويستحيل إقناع الإسماعيلي بالعودة إلى السنة والجماعة...
أما بخصوص أعداء الاسلام، فاعلموا جميعا رحمكم الله، أن الأمر لا يتجاوز القاعدة: أنا ضد أخي، ومع أخي ضد عمي، ومع أخي وعمي ضد القبيلة...ومعهم جميعا ضد قبيلة أخرى...فمتى انتهى الخلاف مع القبيلة صرنا ضد بعضنا البعض....
والتاريخ شاهد على أن الأحلاف لا تعرف التوافقات العقدية....والحديث يطول في هذا المجال.
والسلام.