عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-11-28, 15:18 رقم المشاركة : 3
elqorachi zouaouia
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية elqorachi zouaouia

 

إحصائية العضو







elqorachi zouaouia غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة 4

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام المرتبة الثالثة

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك في المطبخ

وسام المشارك

افتراضي رد: من قلب الحدث 1 ..... من المسؤول عن تربية الأبناء ؟؟؟؟؟


عمر السبع
(إن تربية الأولاد والمسئولية عن ذلك، وكذلك متابعة المستوى الدراسي؛ هي من الأمور التي يكثر حولها الجدل، من المسئول عن ذلك الرجل أم المرأة، وهل هذا الأسلوب المتبع في التربية وطريقة الدراسة مُرضٍ للطرفين أم غير مُرضٍ، والحقيقة أن هذه المشكلة ـ أعني الأولاد ـ من الأمور الهامة التي يجب أن يحسن الأزواج إدارتها؛ إذ أن التنازع فيها يعرض الأسرة للدمار والتذبذب، ويؤدي إلى نشوء أجيال غير واضحة الهوية، مشتتة الوجدان والفكر) [حتى يبقى الحب، د.محمد محمد بدري، ص(504)].
وتعد تربية الأبناء من أهم وظائف الأسرة الصالحة؛ فهي الأمانة التي استرعانا الله إياها كما قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته) [متفق عليه].
وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على عظيم أثر الوالدين في تكوين شخصية الأبناء؛ فقال: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) [متفق عليه]، وكما يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا علىما كان عوَّده أبوه
تحديد الأدوار:
ومن ثَم يجب على كل أب أو أم أن يحدد دوره في تربية الأبناء؛ حتى لا يتشتت الأبناء بين أم متساهلة وأب متشدد أو العكس، وتكون تربية الأبناء تربية متوازنة يظهر فيها للأولاد توافق الأبوين وتشابه وجهات نظرهما في التعامل مع كافة المشكلات التي تواجههم، أو في بناء الجوانب المختلفة من شخصية الأبناء خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل.
حيث (يؤكد علماء النفس أن رعاية الطفل والعناية به جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، والسنوات الأولى من عمر الطفل هي حجر الأساس لبناء الشخصية؛ لكي تضمن له نموًّا سليمًا في حياته المستقبلية) [الصحة النفسية وعلم النفس الاجتماعي والتربية الصحية، أ.د.أحمد صالح وآخرون، ص(7)].
وقبل الاتفاق على الجوانب المختلفة لتربية الأبناء والتي سيشترك الزوجان في بنائها وغرسها في الأطفال، يجب على الزوجين أن يتعرفا طبيعة المرحلة العمرية لطفلهما؛ لأن كل مرحلة عمرية لها خصائصها ومميزاتها التي تميزها عن غيرها، ولها أيضًا مطالبها التي تختلف عن غيرها من المراحل.
فمثلًا مرحلة الطفولة لها خصائص ومطالب تختلف عن مرحلة المراهقة، وكذلك الولد يختلف عن البنت في الخصائص ومراحل النمو، ومن حسن رعاية الزوجين للأبناء التعرف على ما ذكرنا لتحقيق التربية المنشودة والصحة النفسية للأبناء والبنات.
الجوانب المشتركة في التربية:
ثم يأتي بعد ذلك الاتفاق على الجوانب التي سيشترك الزوجان في غرسها في الأبناء، وهي كالتالي:
1ـ التربية الإيمانية عن طريق:
1ـ تلقين الطفل كلمة التوحيد.
2ـ تعليم الطفل القرآن الكريم وربطه به.
3ـ احترام أسئلة الطفولة المحرجة.
4ـ تقريب المعنى الغيبي إلى ذهن الطفل حتى يكاد يراه ويلمسه.
(5ـ غرس روح الخشوع والعبودية لله في نفس الطفل.
6ـ تربية روح المراقبة لله تعالى والخشية في نفس الطفل.
7ـ استشعار الطفل باستمرار حاجته لله تعالى والاستعانة به.
8ـ تربية الطفل إيمانيًّا عن طريق القصص الهادفة.
9ـ التركيز على جوانب العقيدة المؤثرة في قلب الطفل.
10ـ تجنيب الطفل الأخطاء العقدية والخرافات) [الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان عطية الطوري، ص(17-18)].
11ـ تربية الطفل على الاستسلام لله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
12ـ غرس الاعتزاز بالانتماء إلى الإسلام في نفس الطفل.
13ـ تنشئة الطفل على عبادة الله عز وجل وأداء الشعائر الدينية وربطه بالنوافل.
14ـ تنشئة الطفل إيمانيًّا من خلال آداب الطعام والشراب وغيرها.
2ـ التربية الخلقية، وتكون بـ:
1ـ الحث على الأخلاق الفاضلة، (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) [رواه البخاري].
2ـ التحذير من سيئ الأخلاق: كالكذب والسرقة والشتائم والتقليد الأعمى.
3ـ التربية البدنية، وتتمثل في:
1ـ اتباع القواعد الصحية.
2ـ تعويد الولد على الرياضة [العقل السليم في الجسم السليم].
3ـ التغذية المتوازنة السليمة.
4ـ معالجة الأمراض بالتداوي.
4ـ التربية العقلية، وتتمثل في:
1ـ تعليم الأطفال في مرحلة الطفولة الأولى [الحضانة].
2ـ تمرين الولد على إعمال الذهن.
3ـ تبصير الطفل بأهمية العلم وفضله.
4ـ القراءة المفيدة والاطلاع تساعد على تكوين شخصية الابن.
5ـ التربية النفسية:
وتكون برعاية الطفل وإحاطته بالحب والدفء والعلاقات المتوازنة بين الثواب والعقاب؛ فإن أحسن أُثيب وإن أخطأ عوقب، ولكن برفق وبدون شدة مفرطة، وإن ظهرت عنده أعراض لبعض المشاكل النفسية؛ كالخجل والخوف والشعور بالنقص أو الغضب.
فعلى الزوجين معرفة الأسباب ومحاولة البحث عن حل يناسب المرحلة العمرية ونوع الابن [بنت أو ولد]، وسؤال المتخصصين في ذلك، للوصول به إلى بر الأمان، وتحقيق الصحة النفسية والتربية السليمة.
6ـ التربية الاجتماعية، وتتمثل في:
تعليمه مبادئ الأخوة والرحمة والإيثار والعفو والجرأة في الحق، وأيضًا مراعاة حقوق الآخرين مثل حق الأبوين، وذوي الأرحام، والجيران، والمعلم، والصديق، والكبير.
وأيضًا تعليمه الآداب الاجتماعية مثل: آداب الطعام والشراب، والسلام، والاستئذان، والمجلس، والحديث، والمزاح، وعيادة المريض، والتعزية، والعطاس والتثاؤب وغيرها من الآداب الإسلامية.
7ـ التربية الجنسية، وتتمثل في:
تعويده على آداب الاستئذان، وأدب النظر، ومما ينبغي في هذا الموضوع تجنيب الأولاد الإثارة الجنسية، وذلك يكون بالرقابة الداخلية والخارجية، وسد الذرائع الموصلة إلى الإثارة الجنسية بكل أشكالها المقروءة والمسموعة والمرئية.
ولكن يراعى إعطاء المعلومات للأبناء بما يتناسب مع أعمارهم، والإجابة على أسئلتهم إجابة علمية وشافية في نفس الوقت، مع وضع الموضوع في حجمه الطبيعي بلا إفراط يوهمه أو تفريط يدفعه للتساهل.
ورقة عمل:
لكي تكتمل الرؤية نشرح بعض الوسائل الناجحة المؤثرة في عملية التربية؛ لكي تستخدمها الأم أو يستخدمها الأب كلها أو بعضها بقدر المستطاع:
1ـ التربية بالقدوة:
وهي أهم وسيلة وأنجح طريقة للتربية؛ فالطفل حين يجد من أبويه القدوة الصالحة فإنه يتشرَّب مبادئ الخير ويتطبع على أخلاق الإسلام، والتربية بالقدوة تكون بقدوة الأبوين، وقدوة الرفقة الصالحة، وقدوة المعلم، وقدوة الأخ الأكبر، وربط الولد بأعظم القدوات، رسولنا صلى الله عليه وسلم؛ يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله، كما نعلمهم السورة من القرآن) [البداية والنهاية، ابن كثير، (2/242)].
2ـ التربية بالعادة:
إذا توفر للطفل عامل التربية وعامل البيئة مع الفطرة السليمة؛ فإن ذلك له جزيل الأثر في توفير النشأة الصحيحة له، والتربية بالعادة تكون بالتقليد والتعويد كما ذكرنا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين) [حسنه الألباني].
وفي ذلك يقول الإمام الغزالي رحمه الله في إحياء علوم الدين: (والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة؛ فإن عوِّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وإن عوِّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك ... وصيانته بأن يؤدبه ويهذبه، ويُعلِّمه محاسن الأخلاق) [البداية والنهاية، ابن كثير، (2/242)].
3ـ التربية بالموعظة:
ويتحدد أسلوب الوعظ على حسب الظروف ومقتضيات الأحوال؛ فمرة يُذكِّر المربي ولده بالتقوى، ومرة يحضه على الخير، ويغريه أحيانًا بالترغيب، وفي موطن آخر يلجأ إلى أسلوب التهديد، وهكذا حسب الأحوال.
4ـ التربية بالملاحظة:
ويقصد بها أن يلحظ المربي ولده ويراقب حركاته وسكناته بدون أن يشعر، فإذا أهمل حقًّا أرشده إليه، وإذا رأى منه منكرًا نهاه عنه، وإذا فعل معروفًا شكر له صنيعه، يقول صلى الله عليه وسلم: (والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها) [متفق عليه]، فإن لم تكن هناك ملاحظة فإن الولد سينزع لا محالة إلى الانحراف والانحلال، فكن مع ولدك ـ أيها المربي ـ أينما توجه، كن معه بنفسك، بفكرك، باهتمامك، لاحظه في إيمانه وفي أخلاقه، وفي علمه وفي اجتماعه مع غيره، لاحظ نفسيته ومزاجه، كل ذلك يرشدك إلى أحسن الطرق في التعامل معه وفي تربيته.
وكل ذلك مع عدم إشعاره بتلك المراقبة اللصيقة؛ حتى لا يمل من ذلك أو يفقد الثقة في نفسه، أو يشعر بالكبت والتقييد.
5ـ التربية بالعقوبة:
اللين والرحمة والرفق هي الأصل في معاملة الولد، وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يؤكد على ملاطفة الأولاد، ولكن في حال خطأ الولد فلابد من استعمال العقوبة ليحوز الولد الاتزان النفسي والانفعالي، مع مراعاة التدرج في العقوبة.
وتأتي حكمة المربي في استعمال أساليب العقوبة واختيار الأصلح منها؛ فهذه الوسائل تتفاوت بتفاوت الأولاد ذكاء وثقافة وحساسية ومزاجًا؛ فمنهم من تكفيه الإشارة البعيدة ويرتجف لها قلبه، ومنهم من لا يردعه ذلك، ومنهم من يصلحه الهجر، ومنهم من ينفعه التأنيب، ومنهم من لابد من تقريب العصا منه حتى يراها رأي العين فينزجر، ومنهم بعد ذلك فريق لابد أن يحس لدغ العقوبة على جسمه لكي يستقيم.
والضرب له شروط، ولا يلجأ إليه إلا بعد استنفاد جميع الوسائل التأديبية، ولا يضرب المربي ولده في حالة الغضب الشديد مخافة إلحاق الضرر بالولد، ولا يضرب الوجه أو الصدر أو البطن، وعليه بالتدرج أيضًا في شدة الضرب من الأقل شدة إلى الأكثر، والتدرج في عدد مرات الضرب على اليدين أو الرجلين ولا يضرب الولد قبل عشر سنوات، (واضربوهم عليها وهم أبناء عشر) [حسنه الألباني].
المصادر:
· حتى يبقى الحب، د.محمد محمد بدري.
· الصحة النفسية وعلم النفس الاجتماعي والتربية الصحية، أ.د.أحمد صالح وآخرون.
· الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان عطية الطوري.





التوقيع

    رد مع اقتباس