سورة غافر تعريفها: سورة غافر سورة مكية إلا الآيتين:56و57 فمدنية،عدد آياتها 85 آية،نزلت بعد الزمر،وتقع بين سورتي: الزمر وفصلت. هدف السورة الدعوة إلى الله و تفويض الأمر له تعالى. بين يدي السورة: و تتحدث السورة عن نماذج لأناس دعوا إلى الله و تفويضهم الأمر له سبحانه وتعالى، كما توضح لنا أن الدعوة إلى الله لا تحتاج إلى عالم كبير بأمور الدين بل تحتاج إلى غيرة على الدين و رغبة صادقة في هداية الناس . و يتضح لنا أهمية الدعوة إلى الله أن القرآن الكريم نصفه يتطرق للدعوة، كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" بلغوا عني و لو آية"، و أبو بكر الصديق آمن على يده ستة من المبشرين بالجنة بعد أول يوم من إسلامه. و جاءت السورة بنموذجين للدعاة: * موسى عليه السلام في الآيات 23 إلى 27، و ركزت الآية 24 على تفويض موسى أمره لله تعالى بعدما هدده فرعون بالقتل، فالداعي إلى الله لابد و أن يفوض أمره لله لأنه لابد و أن يقابل صعوبات و مشاكل كثيرة أثناء مشوار دعوته. * مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه و لكنه عندما أحس بفرعون و أعوانه يتآمرون لقتل موسى لم يقف سلبيا بل حاول منعهم و دعاهم إلى الله. و نتعلم من دعوة مؤمن آل فرعون أساليب و طرق الدعوة إلى الله كما يلي: * المنطق و استخدام العقل و ذلك في الآية 28 " وإن يككاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم" * التقرب إلى قومه و التواضع لهم فعندما خاطبهم عن الدنيا نسبها لهم، و عندما تكلم عن عذاب الله جعل نفسه معهم، و ذلك في الآية 29 " يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا منبأس الله إن جاءنا" * إظهار حبه لهم، و ذلك في الآية 30 " يا قوم إني أخافعليكم مثل يوم الأحزاب" * سرد التاريخ و ما حدث للأمم السابقة، و ذلك في الآية 31" مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود" * التذكرة بيوم الآخرة و عذاب الله، وذلك في الآية 32-33 " ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد". فمن هنا يتعلم الداعي إلى الله أن يستخدم كل الأساليب و أن يدعو إلى الله بمختلف الطرق، و يجب علينا أن نتعلم فنون الدعوة حتى نصل إلى الناس و نجعلهم يستمعون إلينا. * ختم دعوته بتفويض أمره إلى الله تعالى، وذلك في الآية 44-45 " وأفوض أمري إلى الله" و لما فوض أمره إلى الله نجاه الله و أهلك فرعون و من معه. و هذه السورة بدأت بدعاء الملائكة للمؤمنين في الآية 7، ثم جاءت فيها الآية 60" وقال ربكم ادعوني استجبلكم " و فيها دعوة لنا جميعا بأن نلجأ بالدعاء إلى الله تعالى و نفوض جميع أمورنا له، و هي من أكثر السور التي ورد فيها الدعاء.