عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-11-10, 12:34 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

a7 "الاقتِطاعُ عن الإضْراب" كلِمة السِّر التي أفقَدت النّقابات التَّعليمية قُوتها التّفاوضية


"الاقتِطاعُ عن الإضْراب" كلِمة السِّر التي أفقَدت النّقابات التَّعليمية قُوتها التّفاوضية



رشيد أكشار : هبة بريس

يلاحظ المتتبع للشأن النقابي التعليمي في السنتين الأخيرتين، خفوتا واضحا في وتيرة الحركات الاحتجاجية، و تراجعا كبيرا في معدل الإضرابات على المستوى الجهوي و المحلي، في ظل غياب للإضرابات الوطنية التي توقفت كلية منذ تنصيب الحكومة الجديدة، رغم تفاقم المشاكل التقليدية المرتبطة بتدبير الموارد البشرية (الانتقالات) و تراجع المكتسبات التعليمية المتمثلة في حقوق الشغيلة (متابعة الدراسة الجامعية و تغيير الإطار و ولوج مراكز التكوين).

واكب الخفوت الأخير للنضال النقابي ظهور شكل جديد من التكتلات الاحتجاجية المتمثلة في "التنسيقيات" التي أغرقت صفحاتها مواقع التواصل الاجتماعي، حد تخصيص كل فئة صفحتها التواصلية من أجل مطلبها الوحيد، في الوقت الذي باتت فيه البيانات النقابية أشبه بالمُكمِّلات التي تأتي في وقت متأخر عن أشكال احتجاجية أكثر تصعيدا، تقودها تنسيقيات على مدار السنة الدراسية، و التي حققت من خلالها ما لم تبلغه المركزيات النقابية مجتمعة.

هجرة الموظفين تجاه التنسيقيات مرده إلى أمرين اثنين، تلاشي الثقة في النقابات التي ظلت في نظر هؤلاء تُساوم بمطالبهم المشروعة لتحقيق مطالب فئات أخرى أكثر ارتباطا بالرموز النقابية، فيما يبرره آخرون بالحسابات الجانبية للنقابات التي تتلكأ في الإعلان عن مواقفها من قضايا معينة كنوع توافق مع الإدارة التي لا يمكن لها تجاوز مصالحها معها رغم الشعارات و لغة البيانات المنددة و المنتقدة لطريقة تدبيرها.

إذا كانت الإضرابات في أوقات سابقة تحقق نسبا مرتفعة في صفوف المضربين حتى في حالات إعلانها من طرف نقابة واحدة، فإنها اليوم مجتمعة تظل عاجزة عن بلوغ تلك النسب التسعينية التي كانت إلى الأمس القريب تشكل قوة ضغط فعالة ضد الإدارة التعليمية، الأمر الذي شجع هذه الأخيرة بشتى مستوياتها السلمية على تجاوز تهديدات النقابات، و الإقدام على اتخاذ قرارت أكثر جرأة و استفزازا لموظفي هذا القطاع الحيوي.
يظل "الاقتطاع عن الإضراب" كلمة السر و المفتاح السحري الذي تمكن من خلاله بنيكران من كبح جماح النقابات، التي اكتشفت متأخرة زيف النضال الوهمي الذي يرفعه الكثير من أفراد الشغيلة التعليمية، و التي لم تتجاوز نسبة من ينفذه بعد تفعيل الاقتطاع أرقاما عشرينية أو ثلاثينية في أحسن الأحوال، فيما تأكد أن البقية الباقية مجرد حشود كانت تتسنّم الإضرابات للتمتع بأيام عطل استثنائية مدفوعة الأجر، تكسر من خلاها روتين العمل و تستفيد من ورائها النقابات أرقاما إضافية إلى "نسبة نجاح" إضراباتها.

الوضع الحالي دفع بالنقابات التعليمية إلى عدم المجازفة بتقييم نفسها من خلال إضرابات قد تكشف القيمة الحقيقية لـ"تمثيليتها" بعيدا عما تسفر عنه الانتخابات، و هو المبرر الثالث الذي فسح المجال لشكل "التنسيقية" للظهور، و التي أثبت وجوده و قوة ضغطه في تحقيق مطالبه العادلة و المشروعة، بموازاة تحول البيانات النقابية النارية إلى "استعطافات" و "طلبات" قلما استجابت لها الوزارة و من يمثلها.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس