عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-11-08, 16:46 رقم المشاركة : 1
جليلة*
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
إحصائية العضو







جليلة* غير متواجد حالياً


افتراضي السيّدةُ الماجدةُ..


السيِّدةُ الماجدةُ..


تنسكبُ في كأسِ قلبي الأحزانُ وتنحبسُ في صدري الأنفاسُ,وتجمُد في مآقي العَبَرَاتُ وتكفهرُّ سمائي وتجتاحُني شفقةٌ عظيمة ..,كُلَّما لاحَ أمامَ ناظريَّ طيفُ تلك السيدةِ الماجدةِ المنزويةِ هناكَ في غُرفةٍ من غُرَفِ المذلةِ, وقد فتكتْ بجسدها الجراحُ فأنهكَتْهُ وغَشَيَ نهارَها ليلٌ دامسٌ طويلٌ أبى أن ينزاحَ..بعد أن عدا عليها الذئابُ في حين غفلةٍ من أهلها فاستخفُّوا أبناءَها فأطاعوهُم ,وشروْا عِزَّهُم بثمنٍ بخْسٍ, وللثوابتِ أداروا ظهورَهم فأضاعوا تاجَها بأيديهِم ,ثم استولى عليها فراعنةٌ فسامُوها سوءَ العذاب..

وكيف لخطْبِها لا يعتريني ما يعتريني وهي التي كانت في زمن من الأزمان: مُتربِّعَةً على عرْشِ الأمجادِ فوقَ كلِّ الأسيادِ, مشدودةَ المُلْكِ متينةَ البُنيانِ تكلؤها عينُ الرحمنِ..
على أرضِها كم تنفَّسَ العزُّ ومَشَتِ النخوةُ باختيالٍ وعلى ربوعِها كم سطعتْ شموسٌ وأزهرَتْ قناديلُ ,وأمام وحدَتِها ذهِلتْ العقول ,وفي دستورها العظيم حارتِ الأفهام, وفي مدارسها عرفَ الناس ما الأخلاق وكيف تكونُ ,وأمامَ أُسُودِها اهتزَّ الجبابرةُ فرَقًا, ولسيوفِها المسلولةِ خضعتْ رقابُ الطغاةِ ..وإن جِيدَ التاريخِ لَمُرصّعٌ بما أقولُ وأبهى مما أقول!

أمتي.. يكاد يمزِّقُني سيفُ الأنينِ يكادُ يذوِّبُنِيَ لَظَى الحنينِ ..!
فليتني أمْلِكُ عصاً سحريةً أعيدُ بها إليك عافيتكِ وسُؤْددَكِ و أستأصل بها كل الفراعنة , فينجلِي ليلُ الأتراحِ من على أرضك ويتنفسَ صُبْح الإسلامِ من جديدٍ على ربوعِك, ليُسفرَ زمانُ العزِّ كما كان أوّل مَرَّة..

جليلة*| في28/09/2013م





    رد مع اقتباس