عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-11-02, 21:35 رقم المشاركة : 6
لbatouli
أستـــــاذ(ة) مشارك
إحصائية العضو







لbatouli غير متواجد حالياً


افتراضي رد: على هامش الإحتفال باليوم العالمي للمدرس الذي تحتضنه نيابة أسفي للتعليم


المعلم الذي.................... !؟


في عقده الخامس, و بتجاوزه له بسنين, و هو على مشارف التقاعد. يأبى أستاذنا الجليل, إلا أن يكابد عناء التنقل ذهابا و إيابا ,عبر طريق محفوفة بمخاطر شاحنات ضخمة محملة بالرمال عبر طريق ساحلية ضيقة. كانت سببا لمآسي أسر بحوادثها المميتة. يتنقل عبرها مساء صباح قاصدا مدرسته النائية بعيدا عن محل سكناه.






تجده مستيقظا في الصباح الباكر,متأبطا محفظته, قبل بزوغ الشمس, في برد الشتاء القارس ,و صيفه الحارق .
منتشيا بحبه لمهنته التي أحبها, و هو في سنواته الأولى, لما كان طفلا يافعا منذ صباه, يجمع أطفال الجيران و أخويه الصغيرين, ليلقنهم جميعا حرفا من الحروف الهجائية التي تلقى تعليمها من معلمه, الذي يدرسه في الصف الأول من التعليم الابتدائي, حيث ترسخت في ذهنه مقولته ((من علمني حرفا أصبحت له عبدا)).
ببلوغه لمبتغاه, في تلقينه للحرف الذي تعلمه و علمه, يكون أستاذنا الصغير قد نجح في مهمته التي ستصبح في المستقبل آلية من الآليات الفريدة, التي يشتغل بها حاليا في مجال سلك التعليم .
شغفه و حبه لميدان التعليم منذ صغره أنساه كل الصعاب و المشاق التي صادفها في مشواره المهني .
تعرفت عليه لما كان طالبا متدربا بمركز تكوين المعلمين بداية الثمانينات من القرن الماضي.
كان إنسانا ولوعا بمهنة التعليم نشيطا و متحمسا, فرغم تعيينه بإقليم طاطا النائي بتضاريسه الوعرة و طول مسافته و مناخه الحار, أبى إلا ان يتمم مشواره المهني التعليمي بجد و مسؤولية و مثابرة و تفان و نكران للذات و تضحيات جسام حتى انتقل إلى مسقط رأسه بهضاب عبدة التي اشتغل بفرعياتها و كابد و عانى الأمرين بالابتعاد عن أسرته الصغيرة و عائلته الكبيرة .
بتنقلاته المكوكية عبر جماعات بوادي مدينة آسفي, يأبى هذا المعلم إلا و أن يبصم ببصمته ليترك أثرها جليا على تلامذته و تلميذاته حيث أن الجميع يعترف بجهده الجهيد في ميدان التعليم حيث أن الكثير منهم يشتغل اليوم في سلك التعليم و القضاء و الداخلية و الصحة و غيرها.
يصادفونه فلا يتعرف عليهم, يحيونه تحية إجلال و إكبار, لما أسداه لهم بكل تفان و حب و إخلاص وعطف أبوي, يبادلهم التحية بمثلها, و يدكرونه بإسمه و لقبه و يقف مشدوها لعدم تمكنه من استرجاع ملامح وجوههم الصغيرة, فتغرورق عيناه دمعا و يحمد الله على أنه أدى الأمانة و بلغ الرسالة و أفلح في أداء مهمته النبيلة التي أقسم على التفاني في تأديتها وحيدا بشهادة الله الذي جل جلاله, بغرفته لما عين لاول مرة بمنطقة نائية بإقليم طاطا .




هكذا بدأت مشواري في ميدان التعليم
وعلى هذا المنوال سأظل وعليه سأموت
لأني أقسمت على ذلك وحيدا أمام العلي القدير







    رد مع اقتباس