عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-10-23, 22:43 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي مَنِ المسؤول عن الاعتداءات الخطيرة على رجال ونساء التعليم؟




جمال العبيد
لا يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ خبر تعرض أحد رجال التعليم أو إحدى نسائه لإعتداء بدني إما داخل المؤسسة التي يشتغل بها أو وهو عائد إلى منزله من العمل، وتحطم تلك الإعتداءات رقما قياسيا خلال أوقات إجراء الإمتحانات، وخصوصا امتحانات الباكالوريا. وكثيرة هي الإعتداءات التي كان العديد من رجال التعليم ضحايا لعاهاتها المستديمة. المقاربة الأمنية المتمثلة في متابعة المعتدين قانونيا فشلت في الحد من استفحال ظاهرة تعنيف رجال التعليم، وهذا يعني أن الحل الأمني وحده غير كاف لضمان عمل رجال التعليم في أجواء تسودها الراحة النفسية وليس الخوف من وقوعهم ضحايا أعمال عنف..
قبل أن نتحدث عن الحلول يجب أولا أن نعرف الأسباب التي تقف وراء التصاعد الصاروخي لمؤشر الإعتداء الجسدي على رجال ونساء التعليم. المهتمون المغاربة بالتربية وعلم النفس التربوي قدموا العديد من مسببات العنف داخل المؤسسات التعليمية، لكن المشكل أن تلك المسببات منقولة حرفيا، في الغالب، من أبحات صدرت لخبراء التربية في أوروبا وأمريكا. بمعنى أخر، دوافع العنف المقدمة من طرف الباحثين التربويين المغاربة ليست نتيجة لأبحات ميدانية قاموا بها داخل مؤسساتنا التعليمية، وإنما تعود إلى أبحاث أجريت على مؤسسات تعليمية غربية وتختلف تمام الإختلاف عن الواقع التعليمي المغربي.
المشتغلون المغاربة على موضوع التربية والتعليم لم يقتصروا فقط على استيراد تشخيصات خبراء غربيين لظاهرة العنف المدرسي في بلدانهم، ولكن حاولوا أيضا معالجة الظاهرة في ضوء الحلول التي عالج بها هؤلاء العنف داخل مؤسساتهم التعليمية. ولهذا من المنصف القول أنه لحد الآن لا وجود لأي دراسات مغربية مئة في المئة هدفها الكشف عن الأسباب الحقيقية المسؤولة عن تنامي ظاهرة تعنيف من كاد أن يكون رسولا.
في نظري، أهم أسباب الظاهرة هي تهميشها أكاديميا من طرف الدولة ومحاولة التخفيف من آثارها اعتمادا فقط على المقاربة الأمنية. ماهي الدراسات حول الظاهرة التي تمولها وتشرف عليها وزارة التربية الوطنية؟ الجواب هو أن عدد تلك الدراسات والأبحات جد ضعيف إن لم نقل منعدم. الوزارة من ناحية الخطاب مهتمة ومنزعجة من تعرض رجال ونساء التعليم لمختلف أشكال العنف أثناء مزاولتهم لمهامهم، ولكنها عمليا لا تملك أي دراسات علمية أو إحصائيات مضبوطة التي على ضوئها يمكنها تقديم حلول ناجعة للظاهرة. وأكاد أجزم أن الوزارة تتوفر على دراسات وأرقام دقيقة حول جميع الظواهر المرتبطة بالمدرسة، إلا ظاهرة تعنيف رجال التعليم. فكيف ستحل الوزارة مشكلا بات يهدد المؤسسات العمومية المغربية في العمق، وهي تجهل الأسباب الحقيقية التي تقف وراءه؟
لا أعرف بالضبط لماذا وزارة التربية الوطنية “صدعت” لنا رؤوسنا “غير بالشفوي” فيما يخص الظاهرة ولم تعلن لحد الآن عن أي مخطط أو برنامج لجعل تعرض رجل التعليم للعنف حدثا معزولا، وليس الحدث الذي يخفي وراءه غابة من الإعتداءات الجسدية البشعة على رجال التعليم ونسائه. وفي انتظار مخطط الوزارة في هذا الشأن، سيظل رجل التعليم يشتغل داخل القسم ولسان حاله يقول: الله يدوز هاد الساعة على خير!
عن اخبركم







    رد مع اقتباس