التعثر الدراسي بطبيعة الحال هو نتيجة حتمية للفروق الفردية بين الطلبة فعندما تكون درجة الاستيعاب لدى الطالب ضعيفة فإنه بلا شك سيتأخر دراسيا لأنه حينئذ يصبح غير قادر على اللحاق بزملائه.
ويرى الاختصاصيون التربويون ان تعليم وثقافة الأهل يلعبان دورا في تحديد مستوى الطلبة، فيما يرى أولياء الأمور أن صعوبة المناهج وانتشار الدروس الخصوصية ساهما في جعل الطالب يعتمد على سياسة التلقين وليس الفهم، وعلى الجانب الآخر نجد أن تقنيات التكنولوجيا الحديثة تلعب دورا كبيرا في إشغال الطلبة عن دروسهم. يجمع مختلف المربين على ان الأسباب المرتبطة بتعثر الطالب دراسياً قد تكون من أهمها أسباب اجتماعية كمستويات تعلم الوالدين وحسن المسؤولية لديهما، إذ أوضح بعض الدراسات أنه كلما كان مستوى الوالدين تعليميا مرتفعا كان له الأثر الإيجابي نحو تعلم أبنائهما وحرصهم على تلقي التعليم المناسب والعكس صحيح، فالإهمال وعدم تحمل المسؤولية التربوية نحو التعليم ينشئان طلاباً غير مهتمين بالتعليم في حياتهم. والمؤسف ان معظم المشكلات الاجتماعية يكون الأطفال ضحية فيها، ففي كثير من الأحيان تنعكس تلك المشكلات على أداء الطالب في المدرسة بالإضافة إلى جوانب أخرى كالانحرافات والمشاكل النفسية المرتبطة بالمحيط الاجتماعي. كذلك فإن المؤسسة المدرسية في أحيان محدودة تكون سبباً، عندما لا تلبي احتياجات الطالب النفسية والتربوية والتعليمية وحين لا يدرك المربون مراحل النمو التي يمر بها الطفل، ومشكلاته البيئية.