أخي الشاعر الزجال إبن الأثير
أتفق معك و مع الشاعر الحطيئة في وصيته الشعرية:

الشعر صعب وطويل سلمه ... إذا ارتقى فيه الذى لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه ... يريد أن يعربه فيعجمه

هنا أقف عند زلة القدم متأملا، هذي التي أراها من منظوري الخاص / زلة إيجابية لكل معتنق ملة الشعر ، لماذا؟ لاني أرى الزلة سقوط ،فما أجمل أن نسقط في بحر الشعر و بالتالي يصبح تعلم فن العوم ضرورة ملحة كي ننجى من الغرق...الشعر إذن ورطة جميلة، تقودنا إلى صقل مواهبنا و شحن طاقاتنا ما استطعنا..
والهدف من هذه القولة الوصية ليس الإبتعاد عن الشعر بقدر ما هي دعوة للاقتراب من سلمه و محاولة تسلق درجه من الأسفل إلى الأعلى بكل إرادة و عزيمة، و التسلق لا يتأتى بالموهبة وحدها، بل بالقراءة و الاحتكاك و الوقوف على تجارب الأباء الرواد
و اما عن الحداثة و العقوق للأب /العمود، أكاد أفنذ هذا، لان كل الذين يمارسون كتابة القصيدة الحديثة على اختلاف مشاربهم و اختلاف تصوراتهم و مفاهيمهم للنص الشعري الحديث، لا يختلفون قيد أنملة في كون الشعر الأب هو المولى و هو الأولى، اللهم إن كنت تتكلم على بعض النزر من المهلوسين الذين لا ملكة و لا موهبة لهم و لا حتى أدنى شرط فقط يتصنعون ليصنعوا نصوصا أردأ من الرداءة، لا شيء إلا ليوقعوا أسماءهم أسفل النص
و خلاصة القول أن العاشق المملوك للشعر لا حاجة تشغله عن تسلق سلم الإبداع مهما صعب الأمر عليه، لان الشاعر من طبعه حب الإرتقاء

شكرا على حضورك الوازن سيدي عبدالمجيد بن خالي
و الف مودة و ألف تقدير