عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-10-06, 17:13 رقم المشاركة : 1
taha_6
أستـــــاذ(ة) جديد
 
الصورة الرمزية taha_6

 

إحصائية العضو







taha_6 غير متواجد حالياً


افتراضي عودة للزمن المدرسي ـ 3 ـ


قبل الحلقة الأخيرة
أما تمظهرات الزمن فيمكن القول أن هناك الزمن الإداري والزمن التربوي الإداري والزمن البداغوجي ديداكتيكي ..
لا يختلف اثنان على أن الدولة التي استعمرت بلدنا " ماما فرنسا " تعتبر المرجع في أغلب التشريعات التي يقتبسها مسؤولينا ويطبقونها أحيانا بغباوة مفرطة وأحيانا مبتورة الأطراف تجعل من بلدنا عربة قطار لا غير .
فعندما اعتمدت جل الدول الغربية نظام التوقيت المستمر خلال خمسة أيام في الأسبوع لدواعي اجتماعية واقتصادية ونفسية ترتبط باستقرار الموظف ورضاه قامت بإجراء دراسات نظرية وميدانية ثم تجريبه فتعميمه بعد ذلك على القطاعات الاستراتيجية ، بينما تبنت دول أوربية أخرى التوقيت المستمر السداسي لأنه أكثر مردودية ويحقق خدمات أفضل بالنسبة لها . أما في المغرب أنجزت وزارة الوظيفة العمومية واعتبرتها مشروعا اجتماعيا يرد الاعتبار للعلاقات الأسرية وللمر دودية الاقتصادية ولفعالية الإدارة ومقاربة حديثة في مجال تدبير الزمن فطبقت سنة 2005 . فبعد العمل بهذا بنظام التوقيت المستمر يتبين بوضوح صدق التخوفات التي سبقت تطبيقه...فكل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والنفسية تبين بأن غالبية المغاربة ومن ضمنهم الموظفين، وبعد تجربتهم الواقعية، يرفضون رفضا قاطعا هذا التوقيت الغريب، خاصة أنه متناقض مع الواقع المغربي وطبائع المغاربة عموما... فكثيرا من الموظفين يتغيبون لمدة ساعة ونصف بل ساعتين خلال غيابهم لتناول الغداء... وخلال هذه الفترة تقفل أبواب الإدارات المغربية وتنعدم الحركة وتنقطع الخدمات العمومية بدون خجل ولا استحياء... بمعنى أن هذا التوقيت الإيجابية الوحيدة التي جاء بها هي توفير 13745 فرصة شغل في مجال إعداد الوجبات . لكن التقرير التشخيصي للحكومة الجديدة يكشف بالأرقام خصوصية الوضعية الموروثة بواسطة نسب ومعدلات صادمة عززها التقرير الاقتصادي العالمي .
والطامة الكبرى أن التوقيت المستمر المطبق على الإدارة المغربية سيتم تنزيله بصيغة معدلة في المذكرة 2156 /12 التي ألغت العمل بمقتضى المذكرة 122/09 المفعلة للمشروع 12 وتطبيقه على نظام التعليم في المدرسة العمومية فتم الضرب في الصميم معايير بيداغوجيا الحديثة وإن تعلل أصحاب هذا الاختيار بنظرية إيقاع التعلم وتوزيع المواد الأساسية على الفترة الصباحية وتقصير الفترة المسائية وتخصيصها لأنشطة ذات طابع تطبيقي لخلق التوازن بين النمو الذهني ونمو المهارات والجانب النفسي والجانب الاجتماعي في بناء الشخصية المتفتحة ..
إن ما يجب اعتباره بخصوص الزمن المدرسي هو مراعاة مبادئ التدرج و الملاءمة والتحفيز.فلا يعقل مثلا إثقال كاهل المتعلم في الابتدائي بوعاء زماني مكثف يراهن على اكتساب الكم المعرفي وحشو عقله برصيد من المعلومات التي سيُطالب بها لاحقا ، ويتجاهل المعرفة الطرائقية والتواصلية والمهارية. ولا يعمد إلى حل الإشكالية الزمنية بتخفيض عدد الساعات بحسب المستوى العمري ومرحلة النمو الذهني التي يُكون فيها المتمدرس .
. كما يجب أن يعاد النظر في تدبير المورد البشري : 1 ـ تأهيل الأستاذ ليتولى الإشراف على مادة واحدة يتخصص فيها ليزداد عطاؤه وفق شبكة معقلنة للتنظيم التربوي الوظيفي يجري حوسبتها على ضوء معايير بيداغوجية تتوخى الجودة تعتمد صيغة زمنية متوافق عليها .2 ـ تأهيل الإدارة التربوية لتكون قادرة على تدبر الحالات ذات الخصوصية المحلية والعمل بطريقة روح الفريق ..
ومن دواعي قلق الأسرة التعليمية المتتبعة للمستجدات هو تأخر انطلاق ورش المخطط الاستراتيجي 2013-2016 الذي لم يحسم في الاختيارات البيداغوجية وظل متأرجحا بين نية الاستعانة بالخبرة الوطنية وعزم الاستنجاد بمكاتب الدراسات الإنجليزية أو نظيرتها الأوربية، أي إعادة إنتاج نفس الخطط الفاشلة السابقة .. والله يستر..
ـ يتبع ـ






    رد مع اقتباس