2013-10-02, 20:21
|
رقم المشاركة : 5 |
إحصائية
العضو | | | رد: الإستماع والإنصات أولى المهارات التربوية | مهارات الاستماع و كيفية التدريب عليها عناصر الدراسة : 1 ـ المقدمة : 2 ـ مفهوم المهارة : 3 ـ الفرق بين السماع والإنصات والاستماع 4 ـ شروط الاستماع الجيد : 5 ـ كيفية تنميتها لدى التلاميذ : 6 ـ إحصائيات متعلقة بالاستماع : المقدمة إذا دققنا النظر في مصطلح " القراءة " ، نجده مصدرا قياسيا للفعل الثلاثي " قرأ " ، على وزن " فعالة " لدلالته على " حرفة " ، وإذا تتبعنا استعماله في المعجم اللغوي العربي ، نجده حظي من العناية ، وكثرة التداول والتكرار بما لم يحظ مصطلح آخر . فكلمة اقرأ في حد ذاتها كلمة الاتصال بين جبريل الملك المبلغ عن ربه ، وبين الرسول الكريم محمد بن عبد الله سيد البشرية وخاتم الرسل والأنبياء عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، حيث قال تعالى { اقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } . وقد تكرر هذا المصطلح بألفاظه المختلفة في القرآن الكريم سبع عشرة مرة مما يدل على عناية الإسلام به وتكريمه له . ومن حق هذه الكلمة علينا كمسلمين ودارسين أن نكرمها ونعتني بها ونعيشها واقعا في حياتنا ؛ لأنها سبيلنا إلى التحضر والرقى والرفعة ، وهى قنطرة الحاضر إلى الماضي ، حيث تنتقل عبرها التجارب والخبرات السابقة إلينا ، وهى البنية الوحيدة التي تستطيع أن تنقل خطانا ثابتة إلى المستقبل المضيء . وعندما نتحدث عن مصطلح " القراءة " في مدارسنا ، ومؤسساتنا التعليمية ، فإننا نتحدث عن قصة هجر وإهمال لهذه الكلمة ، بينما تعد القراءة عند الناطقين بالضاد واجبا مفروضا ، وإحدى وسائل مضاعفة الأجر والثواب ، فكل حرف نقرؤه من كتاب الله الكريم نجزى عليه بعشر حسنات كما أخبرنا الصادق الأمين نبي البشرية عليه الصلاة والسلام . والقراءة في خطتنا الدراسية تحتاج إلى وقفة متأنية ، لمعالجة أوضاعها ، من حيث أقسامها ، ومزايا كل قسم ، ومهاراتها ، وكيفية إكسابها الناشئة . وهى مهارة أساس من ضمن أربع مهارات يقوم عليها البناء اللغوي عند الإنسان ؛ وهى : القراءة ، والكتابة ، والاستماع ، والتحدث . وسوف نفرد بمشيئة الله لكل مهارة محاضرة مستقلة ، وسيكون حديثنا في هذه المحاضرة منصبا على مهارة الاستماع ؛ وذلك حسب التسلسل الذي يسير عليه تعلم اللغة وهو : الاستماع ، ثم التحدث ، ثم القراءة ، ثم الكتابة . تعريف المصطلحات : 1 ـ المهارة : توفر القدرة اللازمة لأداء سلوك معين بكفاءة تامة وقت الحاجة إليه . كالقراءة والكتابة ، ولعب الكرة ، والسباحة ، وقيادة السيارة وما إلى ذلك . 2 ـ السماع : مجرد التقاط الأذن لذبذبات صوتية من مصدرها دون إعارتها أي انتباه ، وهو عملية سهلة غير معقدة ، تعتمد على فسيولوجية الأذن ، وسلامتها العضوية ، وقدرتها على التقاط الذبذبات . 3 ـ الإنصات : تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل تحقيق غرض معين . 4 ـ الاستماع : مهارة معقدة يعطي فيها الشخص المستمع المتحدث كل اهتماماته ، ويركز انتباهه إلى حديثه ، ويحاول تفسير أصواته ، وإماءاته ، وكل حركاته ، وسكناته . من المفاهيم السابقة نستنتج أن السماع عملية فسيولوجية تولد مع الإنسان وتعتمد على سلامة العضو المخصص لها وهو الأذن . في حين يكون الإنصات والاستماع مهارتين مكتسبتين . والفرق بين الإنصات والاستماع : اعتماد الأول على الأصوات المنطوقة ليس غير ، بينما يتضمن الاستماع ربط هذه الأصوات بالإماءات الحسية والحركية للمتحدث . شروط الاستماع الجيد : ـ لصعوبة مهارة الاستماع ، واعتمادها على عدد من أجهزة الاستقبال ، لا يمكن تحققها إلا بتوفر عدة شروط ، أهمها : ـ 1 ـ الجلوس في مكان بعيد عن الضوضاء . 2 ـ النظر باهتمام إلى المتحدث ، وإبداء الرغبة في مشاركته . 3 ـ التكيف ذهنيا مع سرعة المتحدث . 4 ـ الدقة السمعية التي بدونا تتعطل جميع مهارات الاستماع . 5 ـ القدرة على التفسير ، والتمثيل اللذين عن طريقهما يفهم المستمع ما يقال . 6 ـ القدرة على التمييز بين الأصوات المتعددة ، والإيماءات المختلفة . 7 ـ القدرة على التمييز بين الأفكار الرئيسة ، والأفكار الثانوية في الحديث . 8 ـ القدرة على الاحتفاظ بالأفكار الرئيسة حية في الذهن . أهداف تدريس الاستماع 1 ـ تنمية قدرة التلاميذ على متابعة الحديث . 2 ـ تمييز التلاميذ بين الأصوات المختلفة . 3 ـ تمييز التلاميذ بين الأفكار الرئيسة ، والثانوية . 4 ـ تنمية قدرة التلاميذ على التحصيل المعرفي . 5 ـ الربط بين الحديث ، وطريقة عرضه . 6 ـ تنمية قدرة التلاميذ على تخيل المواقف التي تمر بهم . 7 ـ استخلاص التلاميذ النتائج مما يستمعون إليه . 8 ـ استخدام التلاميذ سياق الحديث لفهم معاني المفردات الجديدة عليهم . 9 ـ تنمية بعض الاتجاهات السلوكية السليمة ، كاحترام المتحدث ، وإبداء الاهتمام بحديثه ، والتفاعل معه . مهارات الاستماع قسم التربويون مهارات الاستماع إلى أربعة أقسام رئيسة هي : أولا : مهارات الفهم ودقته ، وتتكون من العناصر الآتية : 1 ـ الاستعداد للاستماع بفهم . 2 ـ القدرة على حصر الذهن ، وتركيزه فيما يستمع إليه . 3 ـ إدراك الفكرة العامة التي يدور حولها الحديث . 4 ـ إدراك الأفكار الأساس للحديث . 5 ـ استخدام إشارات السياق الصوتية للفهم . 6 ـ إدراك الأفكار الجزئية المكونة لكل فكرة رئيسة . 7 ـ القدرة على متابعة تعليمات شفوية ، وفهم المقصود منها . ثانيا : مهارات الاستيعاب ، وتتكون من العناصر التالية : ـ 1 ـ القدرة على تلخيص المسموع . 2 ـ التمييز بين الحقيقة ،والخيال مما يقال . 3 ـ القدرة على إدراك العلاقات بين الأفكار المعروضة . 4 ـ القدرة على تصنيف الأفكار التي تعرض لها المتحدث . ثالثا : مهارات التذكر ، وعناصرها كالتالي : ـ 1 ـ القدرة على تعرف الجديد في المسموع . 2 ـ ربط الجديد المكتسب بالخبرات السابقة . 3 ـ إدراك العلاقة بين المسموع من الأفكار ، والخبرات السابقة . 4 ـ القدرة على اختيار الأفكار الصحيحة ؛ للاحتفاظ بها في الذاكرة . رابعا : مهارة التذوق والنقد ، وتتصل بها العناصر الآتية : ـ 1 ـ حسن الاستماع والتفاعل مع المتحدث . 2 ـ القدرة على مشاركة المتحدث عاطفيا . 3 ـ القدرة على تمييز مواطن القوة ، والضعف في الحديث . 4 ـ الحكم على الحديث في ضوء الخبرات السابقة ، وقبوله أو رفضه . 5 ـ إدراك مدى أهمية الأفكار التي تضمنها الحديث ، ومدى صلاحيتها للتطبيق . 6 ـ القدرة على التنبؤ بما سينتهي إليه الحديث . تنمية مهارات الاستماع هذه مجموعة من المقترحات التي نأمل أن تسهم في تنمية هذه المهارات الهامة ، مع ضرورة التنبه إلى أن هذه المقترحات تخضع في تنفيذها لعدد من الاعتبارات أهمها : ـ ا ـ نوعية الأهداف السلوكية المطلوب تحقيقها ، وصياغتها صوغا إجرائيا . ب ـ حسن إعداد البيئة التعليمية . ج ـ مناسبة تلك البيئة لمستوى التلاميذ المهاري والمعرفي . وأهم هذه المقترحات هو : أولا : كيفية تنمية مهارة التمييز بين الأفكار الرئيسة ، والأفكار الثانوية : ـ 1 ـ يقوم المعلم بعرض تسجيل لحوار معين ، أو قراءة جزء من موضوع ما ، ويطلب من التلاميذ : ـ ذكر أسماء أشخاص الحوار . ـ ذكر أكبر قدر من الحقائق التي استمعوا إليها . ـ ترتيب الحقائق حسب ورودها في الحوار . ـ ذكر المشاعر التي أثارها الحوار لديهم ، ومدى معايشتهم لها . ـ ذكر المفردات التي لفتت انتباههم . ـ ذكر التراكيب التي أعجبتهم . ـ بيان أسلوب الحديث والوسائل التي استعان بها الكاتب في عرض أفكاره ؛ من طول أو قصر الجملة ، استخدام صور التوكيد ، التشبيهات أو الاستعارات ، الصور البديعة المختلفة . ـ بيان العلاقة بين انفعال المتحدث وطريقة تعبيره . 2 ـ كيفية تنمية قدرة التلاميذ على فهم معاني المفردات الصعبة ، واستخدامها في تراكيب مفيدة : ـ ـ كتابة معاني الكلمات الصعبة على السبورة . ـ استعانة التلاميذ بالسياق في فهم معاني بعض الكلمات الجديدة . 3 ـ كيفية تنمية القدرة على متابعة الحديث ، وربط عناصره بعضها ببعض : ـ ـ قراءة نص مكون من عدة فقرات مترابطة . ـ مناقشة التلاميذ في الأفكار الواردة في الموضوع . ـ تكليف التلاميذ وضع عناوين لفقرات الموضوع . ـ مناقشة التلاميذ في العلاقة بين مقدمة الموضوع وخاتمته . إحصائيات تتعلق بالاستماع : ـ أولا : تبث من خلال الأبحاث العلمية أن الفرد العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال الوقت الذي يمضيه في القراءة . ثانيا : أجرى أحد الباحثين دراسة في العلاقة بين المهارات اللغوية ، ومدى ممارسة كل منها ، فتوصل إلى النتائج التالية : ـ 1 ـ يستمع المرء يوميا بمقدار يعادل كتابا متوسط الحجم . 2 ـ يتحدث بما يعادل كتابا كل أسبوع . 3 ـ يقرأ ما يساوى كتابا كل شهر . 4 ـ يكتب ما يعادل كتابا كل عام . ثالثا : استطلع أحد الباحثين نخبة من المعلمين حول ما يتعلمه الأطفال عن طريق الاستماع ، فكانت النتيجة ما يلي : ـ 1 ـ أن الأطفال يتعلمون عن طرق القراءة بنسبة 35 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم . 2 ـ يتعلمون عن طريق الكلام والمحادثة بنسبة 22 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم . 3 ـ يتعلمون عن طريق الاستماع بنسبة 25 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم . 4 ـ ويتعلمون عن طريق الكتابة بنسبة 17 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم . وأخيرا وبعد أن علمنا ما لمهارة الاستماع من أهمية بالغة في رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ ، نأمل من إخواننا المعلمين أن يستثمروا هذه المهارة ويوظفوها فيما يعود على أبنائنا التلاميذ بالنفع والفائدة ، والله الموفق . | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |