عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-10-02, 19:37 رقم المشاركة : 1
taha_6
أستـــــاذ(ة) جديد
 
الصورة الرمزية taha_6

 

إحصائية العضو







taha_6 غير متواجد حالياً


افتراضي عودة للزمن المدرسي ـ 2 ـ


في هذه الحلقة سأحاول تناول الموضوع من زاوية علاقةتنا بالزمن ، فهو يرتبط بحركة الأجسام والأشياء والأفكار والشخوص في المكان وهو عنصر حيوي إلى جانب الكتلة والروح والمادة في الخلق والتشكيل وعامل حاسم في بناء الخطط والاستراتيجيات وإنجاز مختلف الأعمال وتنفيذ شتى المشاريع . الزمن لحظة وجودية بين عدمين ممتلئة بالأحداث والوعي الزمني تهندس الفكر وتمد الذكاء بالقدرة على ملاحقة الفاعلية الآنية وهو عنصر مركزي في عمليات التعزيز والتعديل والتغيير والبناء لكن مع الأسف لم يتم تدبيره بالشكل الدقيق في كل الخطط الإصلاحية و لا تقديره بطريقة دقيقة في المخططات الوزارية سواء السابقة أو اللاحقة ، رغم أنهم أثخنونا خلال مسار تعليمنا بمقولة " الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " فليسأل كل منا نفسه ، هل قام بقطع الوقت إي الزمن ؟ أم هو الذي قطعنا إربا إربا ؟ وشيعا و أحزابا وفئات ..فانعكس ذلك على مستقبلنا وبحكم مسئولين على برنامج تربية الأجيال إذ تم الاهتمام بالبرنامج كمخطط للأعمال وتم تغيبت البرنامج كمخطط زمني و آلية تدبيرية عملية . مما تسبب في فشل أجزاء عديدة من مسلسل الإصلاح وإخفاق أو تعثر أو إنجاز غير مكتمل لكثير من مشاريع البرنامج الاستعجالي ، باعتراف المسؤولين المباشرين أنفسهم على اعتبار أن الإصلاح هو إعادة النظام إلى فوضى الأشياء و”كل نظام يفترض الزمان والخطاب حول الكائن هو خطاب في الزمان ” كما يرى باشلار في كتاب جدلية الزمن ص136 والإصلاح واقع ” بمعنى أن وثيقة الإصلاح/ الميثاق الوطني للتربية والتكوين هي خطاب حول نظام تعليمي يقتضي اعتبار الزمن وأن الواقع التعليمي حقيقة تتطلب إصلاحا من الداخل أي على منتجي المنظومة والمستهدفين منها أن يتولوا إصلاح منظومتهم بأنفسهم فهم أدرى بها في إطار سيرورة متكاملة يندمج فيها التشخيص والتخطيط والتنظيم والإنجاز مع التقويم ويكون المصلح فيها هو صاحب القرار والمعني بالقرار في نفس الآن وليس مكاتب الدراسات ولا النخب البعيدة عن الاختصاص حتى لايتحول الإصلاح إلى بناء دون حقيقة تصنعه قوى من خارج المنظومة باعتبارها قوة حالمة تسعى إلى الحلم والتخيل أو منتفعة هدفها تحقيق الربح بدل الفهم والتفهم الصحيحين للأوضاع وللحاجيات والإكراهات لأن الإصلاح عندها سينحرف عن الزمن ، كما يرى توفلر في كتاب الموجة الثالثة ص 324 / 325 :”إن الزمن يلتف أو ينحرف في الطبيعة حيث تبدو المحصلة النهائية مختلفة ويعتمد على المكان الذي يقاس منه” إن عامل الزمان عنصر فاعل في الإنتاج وانتقاء الجودة وشرط حيوي لنشاط المورد البشري والمورد المعلوماتي وأي تراخي في تقدير الزمن تكون عواقبه وخيمة ؛ وتحق علينا العبرة الشهيرة المكتوبة على تذكرة الحافلة " من لم يحضر في الوقت المحدد لا تقبل من أي شكاية " . إن الزمان رأسمال حقيقي يقتضي من الإنسان حسن توظيفه واستثماره والتحكم في تدبيره لأنه جزء من الإستراتيجية ومن التكتيك. ويتمظهر الزمان في عدة مستويات ..






آخر تعديل taha_6 يوم 2013-10-03 في 06:19.
    رد مع اقتباس