عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-09-17, 19:36 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي هؤلاء فقط يستطيعون اصلاح التعليم


هؤلاء فقط يستطيعون اصلاح التعليم – بقلم مصطفى باحدة -

صحيفة الأستاذ | الثلاثاء 17 سبتمبر 2013


بقلم مصطفى باحدة .
في عيد المدرسة الذي يحتفى به قبيل الدخول المدرسي، يجتمع المسؤولون كالعادة بابتسامات عريضة ونظرات اعجاب مصطنعة بالتلاميذ خلال الحفل الرسمي لانطلاق الموسم الدراسي الذي ينظم بهذه المناسبة، ويشيدون من خلال كلماتهم بالمدرسة العمومية وبتلاميذها رغم أن أبناءهم لا يتابعون تعليمهم فيه،ا وتتراقص كلمات المجاملة المادحة والمفتخرة بمدارسنا وكأنها بألف خير وتسير قدما نحو النجاح.
في عيد المدرسة ينبري المجتمع ككل للاحتفال بعيد بئيس، يخيف الآباء ويرهق جيوبهم أكثر مما يسعدهم، في هذا العيد مازالت مؤسساتنا التعليمية تبحث لها عن معنى، مؤسسات فاتها الركب وأصبحت لاتجاري واقعها ولا ترقى للوفاء بكل متطلباته.
لقد كان خطاب الملك الأخير حول وضعية التعليم كشفا ثانيا فاضحا لجسم مترهل، مازال الأطباء لم يجدوا له الدواء الشافي،اختلالات التعليم كان المسؤولون إلى وقت قريب ينزعجون ممن يضع اليد عليها ويعتبرون كل منتقد لها جاحدا ومبخسا لجهود القائمين على تدبيره.
كل إصلاحات التعليم التي استهدفت بالخصوص جودته، باءت بالفشل والكل يتبادل التهم، والأكيد أن مدارسنا العمومية فقدت لمعانها ولم تعد كما كانت من قبل مرادفا للتفوق وغيرها من المدارس رمزا للتعثر الدراسي، بل انقلبت الآية اليوم وصارت الأسر حتى المعوزة تقتطع من رغيفها لترتمي في أحضان في مؤسسات التعليم الخاص، لا ننكر أن التباهي أو الموضة حاضرة بقوة لكن الحقيقة المرَّة أن عددا لا يستهان به يفر من مدارس “المخزن” لعله يجد ضالته في المدارس “الحُــرَّة”، هذه المدارس التي استغلت هذا الوضع لتفرض على الآباء ما تشاء، رسوم تسجيل (أو مداخيل إضافية) مرتفعة لا يعلم ماذا يسجل بها،وامتحانات لقبول الملتحقين بها كالصراط كشرط لتسجيلهم، امتدت هذه الامتحانات لتشمل حتى تلاميذ الروض وذلك صونا لصورة مؤسساتهم من التدنيس، ولا نعرف ما القيمة المضافة لمدارس لا تقبل إلا النجباء؟
لماذا كان التعليم فيما مضى ناجحا؟ لم تكن لنا كل هذه المواد الدراسية والكتب الثقيلة والملونة، ولا حتى هذه المحافظ المرسومة، كنا نحمل بعض “الكنانش” في محفظة صغيرة أو حتى كيس بلاستيكي، وكان الأستاذ مُهابا يقدره الجميع، وكان هم الجميع هو التحصيل الدراسي، لانريد أن نربط الماضي بالحاضر في مقارنة أشبه بشرح الواضحات، لأن كل شيء تراجع: الصحة، المستوى المعرفي، الأخلاق، القيم…لكن نريد أن نعرف من له يد الحسم في معادلة الاصلاح.
إن فشل التعليم يهدد مستقبل البلاد على الامدين المتوسط والبعيد والخلل واضح بين الارادة السياسية المعلنة في ميثاق التربية والتكوين وفعل المسؤولين إداريين وتربويين على أرض الواقع، وقدرتهم على المضي قدما بالقطاع نحو شاطئ النجاح، إن هذا الوضع الشاذ يدعو إلى أكثر من وقفة لتصحيح الاختلالات البنيوية لأنه تم تحسين الوضعية المادية لرجال التعليم فماذا تحقق؟ تم إعادة النظر في المناهج والبرامج فماذا تحقق؟ تم رصد اعتمادات مالية هامة للقطاع فماذا تحقق؟
الخلل إذن يمكن تصحيحه من خارج هذه الفرضيات الثلاثة.
إصلاح التعليم، في نظري، يمتلكه أصحاب القرار من غير السياسيين وهم فقط: الأساتذة والأسر وهيآت التأطير والمراقبة، ولنا مثال واضح في التعليم الخاص الذي يرضي زبناءه (ولو بشكل نسبي)، نجاحه ينبني على عمل جاد للأساتذة داخل فصولهم، وأسر تتابع كل صغيرة وكبيرة عن تمدرس أبنائها ومنخرطة بإيمان في مسلسل تعليمهم، وإدارة إدارية وتربوية حاضرة بالفعل في الميدان وتستشعر الخطر الذي قد يشكله انسحاب أي زبون باعتباره يضخ أموالا في صناديق المؤسسة وبالتالي وجبت المحافظة عليه. هذا الثالوث هو الحاسم في معادلة الاصلاح أما باقي المكونات فلها دور فاعل لكنه ليس بنفس أهمية أدوارهم.
يقول الدكتور المهدي المنجرة: “الوطن على فراش الموت و نحن على فراش النوم إلى متى !!





التوقيع

    رد مع اقتباس