عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-09-13, 10:05 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي أيها المربون ... من يصلح الملح إذا ما الملح فسد ؟؟


أيها المربون ... من يصلح الملح إذا ما الملح فسد ؟؟



رشيد اسعيد
كلما اقترب موعد الامتحانات ـ خاصة الاشهادية منها ـ تظافرت جهود المسئولين ، وتعالت أصوات المهتمين بضرورة العمل على محاربة آفة الغش التي تفتك بالمنظومة التربوية .
فتكتب الكتابات ، وتصدر التشريعات ، وتلقى المحاضرات للتحذير من عواقب هذه الآفة وما يترتب عن ذلك من عقاب قانوني .
هذا بالنسبة للامتحانات الاشهادية الخاصة بالتلاميذ والطلبة ، أما امتحانات أخرى اسمها امتحانات الكفاءة المهنية والتي لا تقل أهمية عن سابقتها . بحيث يتم من خلالها اختبار معارف الأستاذ ومهاراته وكفاءته في الممارسة المهنية ، أقول هذه الاختبارات لا نكاد نسمع شيئا عن الاستعداد لها من قبيل توفير الأجواء المناسبة ، وضمان تكافؤ الفرص بين الممتحنين .
ولأني للمرة الأولى أشارك في هذه الامتحانات فقد أصبت بالصدمة من هول ما رأيت . فأن ترى التلميذ يختبأ خلف زميله وينظر إلى المراقب خلسة ، ويحاول أن يخرج بعض الأوراق ؛ التي أعدها من قبل ؛ من تحت الطاولة ، أو من جيبه ، ليدسها وبسرعة بين أوراق التسويد والتحرير ، ويسترق النظر إلى أوراق زملائه ، و ... فأن ترى هذا يصدر من تلميذ قاصر مراهق مساكش فالأمر يهون . لكن أن تصدر هذه التصرفات من الأستاذ المربي الذي يعلم التلاميذ معنى الاعتماد على النفس ، ويدربهم على ذلك ، ويشدد المراقبة عليهم أثناء الاختبار ، بل وربما يعاقب من سولت له نفسه أن يغش أومجرد محاولة الغش ... فهذا ينذر بجائحة أخلاقية تربوية اجتاحت منظومتنا التربوية .
ويزداد الموقف صعوبة ، ويعظم الخطب حينما تجد أستاذا لمادة التربية الإسلامية يخوض مع الخائضين ، و ... أستاذ مادة التربية الإسلامية الذي طالما صدع رؤوس تلاميذته بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تنهى عن الغش ؛ كل الغش ؛ وتتوعد الغشاشين بعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، والذي طالما دغدغ مشاعرهم بسرد مواقف من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله تعالى عنهم في مجال محاربة الغش ، ولطالما ذكرهم بحديث نبوي شريف مشهور ومعروف " من غش فليس منا " .
أيها السادة .. من غير المعقول أن نلقن أبناءنا التلاميذ دروسا في الورع والاعتماد على النفس ، واتقاء الغش،ثم في أول اختبار لهذه المبادئ أو بالأحرى لهذه الشاعرات نفشل ونرفع عاليا الراية البيضاء .
أيها الإخوة .. أذكركم ونفسي أولا بقول الله تعالى : " ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ " : البقرة 44 . وبقوله عز وجل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ* " : الصفّ 2 ـ 3 . وختاما بقول سبحانه و تعالى إخبارًا عن سيدنا شعيب عليه السلام: ﴿ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ " : هود 88 .





التوقيع

    رد مع اقتباس