فعلا إنها نوستالجيا و رحلة بين زمانين و صورتين لمدينة جميلة ذات سحر أخاد ... صورة المدينة التي تجمع بين البساطة و البيئة المعمارية التارخية و المعاصرة و العرصات و الأودية المخضرة التي تزهو و تقدم للناظر البهجة و الآمان فيشعر كأنه في الجنان و لو للحظة ... أزقة يفوح من أرجائها عبق الماضي و ملامح تنطق بروعة هاته اللوحة الفاتنة ... ترك ـ بضم التاء ـ مصير المدينة لسلطان الإسمنت و البنايات الشاهقة التي حجبت الآفاق الهامسة بشظايا الأمس القريب ..و ازدادت الفوارق لتبدو مجالا للتناقضات المختلفة ...و أصبح أبناء المدينة المخلصون يتأملون ـ بروح حب الأوطان من الإيمان ــ متسائلين أليس من الواجب رسم استراتيجية شمولية للحفاظ على المكتسبات الحضارية و البيئوية ..لمكناس حتى تعود للواجهة بعيدا عن اجتثاث المساحات الخضراء و المعالم و الرموز ... كتابة نابعة من قلب مكناسي حتى النخاع للأخ محسن الأكرمين ، الذي تتقاطع في نوستالجيته جوانب فكرية ،ثقافية ، إنسانية ..حضارية تدل على تكوينه الغني و ارتباطه بمدينة الزيتون ...في الحقيقة سافرت مع كل ما ذكر صورة صورة ..و أحسست أنها نداء لإنقاد هاته المعلمة من الضياع قبل فواة الأوان . تحياتي