الموضوع: التقوقع الفكري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-28, 20:42 رقم المشاركة : 18
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: التقوقع الفكري


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلاوي مشاهدة المشاركة
أشكلاك أخي بالتوفيق على اهتمامك الموفق بموضوع يكتسي من الأهمية بمكان لكونه يمس تركيبة الشخص الفكرية المتسمة بالجمود والسكون . الشكر موصول ايضا لكل الإخوة الذين أغنوا الموضوع بإسهاماتهم القيمة.
إن الحديث هن التقوقع الفكري يجرنا عنوان فرعي آخر لا يقل أهية عنه بل يعابر من تجلياته ويتعلق الأمر "بثقافة الضد" .
هذه المقالة تتطرق إلى بعض جوانبها.


ثقافة الضد في حقيقتها هي لا ثقافة .
كون عصب هذه اللفظة الذي يمدها بالديمومة هو الاختلاف ، المساحة التي عزَّ إيجادُها ، نظرا لتكريس مفهوم الرأي الواحد ، وهيمنته على سيادة المجتمع ، مما يلحق الويل بالآخر والرأي الآخر في ظل انفتاحية العالم وتمازج دهاليز التأثر والتأثير .
ولدينا في مخزوننا التراثي مايطعم هذه الفكرة جزافا : فإن لم تكن معي فأنت ضدي .
فمن هنا نرتطم بازدواجية في الفكر العام غير مبررة وليست ذات منطق ، ومن الجدير إطلاق صرخة في جوفها إبان الألفية الثالثة مفادها : آن أن نربي على أدب تقبل الآخر ، ونؤكد على حتمية الاختلاف ، ونشرع أبواب الحوار على مصراعيه ضمن حدود عقيدة المجتمع ونظمه وتقاليده .
ولو عدنا إلى معاجم اللغة فلن تزيد على ثَقِفَ الشيءَ ثَقْفًا وثُقُوفةً: حَذَقَه .
فالحاذق هو المبصر المحاور الذي يحترم المختلف ولايصادر آراء الآخرين ، هو صندوق ممتلئ بأفكاره وآرائه ومعتقداته بيد أنه غير موصد وثمة مساحة شاغرة على الدوام لكل جديد ومغاير عما في دوزنته .
نقول هذا لما نراه من تردي في سيرورة الحوار وتزمت فكري بالإضافة إلى مسارعة في إصدار الأحكام المجحفة في الآخر دون وجه حق ، وجريمته العظمى كونه يحمل في جعبته رأيا موازيا لرأي المدعي !!
أزعم أن هذا قمة التشرنق بالعجز الثقافي وهذه معضلة ينبغي لنا أن نتعاطاها على طاولة التحري ، بل هي داء عضال متفش يحتاج إلى جهود تربوية وتعليمية واجتماعية متكاتفة لإبراء حامليه منه ومن تبعاته التي تجر إلى المجتمع وبالا ومزالق كثر على قدر غير هين من الخطورة .


إطلالة بهية أسعدتني

تحليل وازن و غوص عميق في الموضوع مع إبراز جوانب أخرى مهمة محيطة به

بارك الله فيكم





    رد مع اقتباس