الموضوع: مذهبنا المالكي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-27, 22:00 رقم المشاركة : 89
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: مذهبنا المالكي


تأملات معاصرة في سيرة
مالك بن أنس إمام دار الهجرة
الدكتور عبد العزيز عثمان التويجري
المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة
إيسيسكو



يتزايد الاهتمام بدراسة الآثار التي خلفها أئمة الحديث وعلماء الدين الأفذاذ، للتعمق في فهم مقاصد الشريعة الإسلامية وللبحث عن طرق توصل
إلى أقوم الوسائل لمعالجة المشاكل القائمة اليوم، بتجديد مواكبة الدراسات الفقهية لتطور حاجات المجتمع الإسلامي، وبتصاعد المتغيرات التي تعرفها الحياة المعاصرة في مجالات الحياة كافة. وفي المقدمة من هذه الكوكبة الطيبة من العلماء التي خدمت الإسلام خدمات جلّى، إمام دار الهجرة وإمام أهل السنة والجماعة، أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الحميريّ، ثم الأصبحيّ المدنيّ أحد الأئمة الأربعة المشهورين، الذي إليه ينسب المذهب المالكي في الفقه، وهو من بين أهم أئمة الحديث النبوي الشريف.
ولد مالك سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، وقد نشأ في بيت اشتهر بعلم الأثر وأخبار الصحابة وفتاويهم، وتأثر بملازمته لعبد الرحمن ابن هرمز
)الأعرج(، فتعلم منه قيمة )لا أدري(، وكيف يقول: لا أدري، في أكثر ما يسأل عنه إذا كان هو لا يعلمه، وتعلم منه ما اختلف فيه الناس والردّ على
أهل الأهواء، وأورثه هذه الرغبة في طلب الحقيقة من غير تكلف أو جدال. ثم توجه مالك إلى الأخذ من الينابيع الأخرى، وقد وجد بغيته في نافع مولى ابن عمر، فجالسه وأخذ عنه علماً كثيراً
واشتهر مالك بالحفظ حتى إنه ليسمع نيفاً وأربعين حديثاً مرة واحدة، ثم يردها إلى الشيخ فلا ينسى منها إلا النيف، ويسمع في جلسة واحدة ثلاثين
حديثاً، لا يقيدها في الكتاب، فلا يغيب عنه إلا حديث واحد، حتى لقد قال له الزهري » أنت من أوعية العلم «
ولا شك أن الحافظة القوية جعلت من مالك وعاء علم، وهي ألزم المواهب للمحدّث
وكان مالك عَلَماً من أعلام الحديث، وكان عَلَماً من أعلام الفقه، فنال الإمامة فيهما. ولكنه كان في عصر اضطربت فيه المنازع الفكرية، فمن
آراء منحرفة في السياسة، ومن آراء منحرفة في العقيدة، كأولئك الذين يقولون إن الإنسان مجبر في أفعاله غير مختار، ومن آخرين يزعمون أن مرتكب الكبيرة كافر، وبجوارهم من يفرط فيقول إنه لا يصر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، ثم كان هؤلاء الذين خاضوا في السياسة من طرق مختلفة، فكان لابد أن يرشد إمام دار الهجرة الناس إلى ما يتبعونه في هذه المتاهات الفكرية المنحرفة عن الصراط المستقيم، الذي هو صراط الله تعالى.

يتبع






آخر تعديل بالتوفيق يوم 2013-08-27 في 22:08.
    رد مع اقتباس