عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-16, 22:46 رقم المشاركة : 95
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: الرسول المعلم صلى الله عليه و سلم


الوسائل التعليمية عند الرسول صلى الله عليه وسلم
تقديم عمر عبيد حسنه –


إن الباحث في سنة المصطفى ليجد أنها تحفل بالمبادئ التربوية العظيمة التي تتناول جوانب العملية التربوية التعليمية المختلفة بشكل يثير الدهشة ويبعث على الإعجاب. ومن تلك المبادئ استخدامه لكل وسيلة بصرية أو سمعية ممكنة، من شأنها أن تساعد على زيادة الفهم، أو تأكيد المعنى وتجسيد المفهومات المجردة، وتحقيق الهدف المتوخى من الموقف التعليمي.

ولعله من المـهم أن يـضــع الــباحث في اعتــباره، وهــو يبحث في استخدام الرسول للوسـائل التعليمية في تعليم أصحابه رضي الله عنهم، الحقائق الآتية:
أ- أن البيئة في عهده لم تكن لتساعد على توفير الكثير من وسائل التعليم.
ب- أن الرسول أمي لا يقرأ ولا يكتب.
ج- أن الصحابة رضي الله عنهم أميون في معظمهم.
د- أن الوسائل التي ستتناولها هذه الدراسة إنما هي على سبيل التمثيل لا الحصر، حيث إن كتب السنة تزخر بعدد وافر منها.
هـ- أن العبـــرة في هذا الصــدد ليس بعـــدد الوســائل التي استعان بها الرسول في عملية التعليم، وإنما بتقرير المبدأ والفكرة، حيث إن الرسول مشــرع، ويكفي استخدامه وسائل التعليم لمرة واحدة، ليـــكون في ذلك أســــوة وهديًا للمربين في كل العصور
والحق أنني قبل تناول هذا الموضوع بالدراسة كنت أعرف أن النبي قد استخدم بعض الوسائل التعليمية في تعليم أصحابه رضــي الله عنهم، غيـــر أني مــا كنت أتصــور أنــها بهذه الكثـــرة ولا بهذا التنوع في طبيعتها وفي المواقف التعليمية التي وظفت فيها. ولا شك أن مزيدًا من البحث والتنقيب في كتب السنة النبوية المشرفة، سيقود إلى مزيد من المعرفة والاستفادة من أساليبه التربوية العظيمة، ولا غرو فهو المربي والمعلم الأول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

ومن خلال اطلاعٍ محدودٍ على بعض كتب السنة المطهرة، وجدت أن الرسول قد استخدم الوسائل الآتية في تعليم أصحابه:
- الإشارة بالأصابع.

- الإشارة باليد الواحدة.

- الإشارة باليدين.

- استخدام الحصى.

- استخدام العصا.

- الرسم على الأرض.

- العروض أو التوضيحات العملية.

- المجسمات أو الدمى.

- استخدام الأشياء الحقيقية.

أولاً: الإشارة بالأصابع:

ورد في أحاديث كثيرة أن الرسول استخدم أصابعه عند تعليمه أصحابه رضي الله عنهم في إشارات تعليمية هادفة، فتارة يستخدم إصبعًا واحدًا، وتارة أخرى يستخدم إصبعين، وثالثة يستخدم ثلاث أصابع، وحينًا يشير بأربع، وحينًا آخر يستخدم أصابعه الخمس. وفي كل مرة تحقق إشارته هدفًا تعليميًا من زيادة وضوح معنى، إلى إثارة انتباه، إلى ترسيخ فكرة. ومن تلك الأحاديث ما يلي:

1- قال رسول الله: (والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثلُ ما يجعلُ أحدكم إصبعه هذه (وأشار يحيى بالسبابة ) في اليم فلينظر بم ترجع ) ويحيى أحد الراوة،

ففي هذا الحديث نجد أن الرسول يستخدم وسيلة الإشارة الحسية التي يرتبط فيها المفهوم المجرد بشيء ملموس وهو هنا إصبع. ولا شك أن ذلك أشد وقعــًا في نفوس الحاضرين من مجرد القول: إن الدنيا لا تساوي شيئًا بالنسبة للآخرة.

2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي قال: (من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو ) وضم أصابعه



إن هذه الحركة منه، أبلغ في إيصال المعنى المقصود إلى أذهان الحاضرين من مجرد القول: إن من عال بنتين حتى تبلغا يكون قريبًا مني يوم القيامة.

3- عن سهل بن سعد الســاعدي رضـي اللـه عـنــه، عن الرسول أنه قال:

( بعثت أنا والساعة كهذه من هذه; أو كهاتين ) (وقرن بين السبابة والوسطى )

فإشارته بإصبعيه لبيان قرب مبعثه من قيام الساعة لها من الوضوح والوقع والثبات في الأذهان أشد من القول: بعثت قرب الساعة.

4- ومثله حديث البخاري وغيره: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا )، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئًا حيث إن الإشارة بالسبابة والوسطى والتفريج بينهما قليلاً تحدد المفهوم المقصود شرحه بأبلغ مما تفيده عبارة تقريرية مثل: كافل اليتيم يكون قريبًا من النبي في الجنة. (كافل اليتيم ) القائم بأموره.

5- عن أبي عثمان قال: كتب إلينا عمر ونحن بأذربيجان أن النبي نهى عن لبس الحرير إلا هكذا، وصفَّ لنا النبي إصبعَيْه، ورفع زهير -أحد الرواة - الوسطى والسبابة(1 ).

ففي هذا الحديث نجد أن التوضيح العملي من قبل النبي للمقدار المباح من الحرير للرجال، بأن صفّ إصبعيه أمام المتعلمين، يساعد على بقاء أثر التعلم لديهم بأقوى من اللفظ المجرد عن هذه الوسيلة.

6- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله قال: ( من مسح رأس يتيم أو يتيمة لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ) وقرن بين إصبعيه (2 ).

7- عن عوف بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله: ( أنا وامرأةٌ سَفْعَاءَ الخدين كهاتين يوم القيامة -وجمع بين إصبعيه السبابة والوسطى - امرأة ذات منصب وجمال آمت من زوجها، حبست نفسها على أيتامها حتى بانوا أو ماتوا ) (1 ).

( سفعاء الخدين ): قال في الصحاح: سفعته النار والسَّموم، إذا لفحته لفحًا يسيرًا فغيرت لون البشرة. والسفعة في الوجه سواد في خدي المرأة الشاحبة (2 ). وقال الشيخ البنا: أراد أنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترفه، حتى تغير لونها وأسود لما تكابده من المشقة والضنك إقامة على ولدها بعد وفاة زوجها، ولم يرد أنها كانت من أصل الخلقة كذلك، لقوله: ( امرأة ذات منصب وجمال ).. ( آمت ) أي صارات أيِّمًا لا زوج لها.. ( بانوا ) أي استقلوا بأمرهم لكبرهم وانفصلوا عنها، أو ماتوا (3 ).

8- عن مجيبة الباهلية عن أبيها، أو عمها، أنه أتى رسول الله ، ثم انطلق فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله أما تعرفني ؟

قال: ومن أنت ؟

قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول.

قال: فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة ؟

قال: ما أكلت طعامًا منذ فارقتك إلا بليل.

فقال رسول الله: لم عذبت نفسك ؟

ثم قال: صم شهر الصبر ويومًا من كل شهر.

قال: زدني فإن بي قوة.

قال: صم يومين.

قال: زدني.

قال: صم ثلاثة أيام.

قال: زدني.

قال: صم من الحُرُم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، وقال بأصابعه الثلاث فضمها ثم أرسلها.

( شهر الصبر) هو شهر رمضان(1 ).

9- عــن البــراء بن عازب قـال: سمــعت رســول الله وأشار بأصابعه -وأصابعي أقصر من أصابع رسول الله - يشير بإصبعه يقول: (لا يجوز من الضحايا: العوراء البين عَوَرُها، والعرجاء البين عرجــها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تَنْقِي ).

( العجفاء ) المهزولة.

( التي لا تنقي ) أي التي لا نقي لها، أي لا مخ لها لضعفها وهزالها (2 ).

10- أخرج مسلم أن رجلاً أتى النبي فقال: يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي ؟

قال: (قل اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني -ويجمع أصابعه إلا الإبهام- فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك ) (1 ).

11- عن بشيـر بن أبي مســعود رضــي اللـه عنه أنه سمع رسول الله يقول:

(نزل جبريل فأمني فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ) ( يحسب بأصابعه خمس صلوات ) (2 ).

12- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي قال: (ليس فيما دون خمسةَ أَوْسُقٍ صدقة، ولا فيما دون خمس ذَوْدٍ صدقة، ولا فيما دون خمس أَوَاقٍ صدقة ).

وعن يحيى بن عُمارة قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول الله يقول: وأشار النبي بكفه بخمس أصابعه، ثم ذكر بمثل حديث ابن عيينة -أحد الرواة - السابق (3 ).

( أوسق ) جمع وسق وهو ستون صاعًا. والصاع أربعة أمداد، والمُدُ مكيال، وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز. (خمس ذَوْد ) خمس من الأبل.

13- عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن رسول الله جمع أصابعه فوضعها على الأرض ثم قال: هذا ابن آدم. ثم رفعها خلف ذلك قليلاً، وقال: هذا أجله; ثم رمى بيده أمامه وقال: وثم أمله ) (1 ).

14- وإذا كنا رأينا الرسول في الأحاديث السابقة يستخدم أصابعه الشريفة، فإنه قد يستخدم أحيانًا أصابع المتعلم لتوضيح المعنى المراد، فقد أخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ( من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يُعـلِّم من يعمل بــهن )؟ فقال أبو هريرة: فقـلت: أنا يا رسول الله. فأخذ بيدي، فعد خمسًا وقال:

( اتق المحارم تكن أعبد الناس.. وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.. وأحسـن إلى جارك تكن مــؤمنًا.. وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا.. ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب ) (1 ).

ثانيًا: الإشارة بالأصابع مثل القبة:

15- عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: أتى رسول الله أعرابي فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس، وضاعت العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك.. قال رسول الله: ويحك أتدري ما تقول ؟ وسبح رسول الله، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال: ويحك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك، أتدري ما الله ؟ إن عرشه على سمواته لهكذا (وقال بأصابعه مثل القبة عليه ) وأنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب ) (2 ).

( ليئط ) أي يُصوِّت. (أطيط الرحل ) أي كصوته.

ثالثًا: الإشارة بالأصابع على شكل حلقة:

16- عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن رسول الله دخل عليها يومًا فزعًا يقول:

( لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ( وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها ).. قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث ) (1 ). ( ردم ) سد. ( الخبث ) الفسوق والفجور والمعاصي.

17- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنت في حلقة من الأنصار، إن بعضنا ليستتر ببعض من العري، وقارئ لنا يقرأ علينا، فنحن نسمع إلى كتاب الله، إذ وقف علينا رسول الله ، وقعد فينا ليعد نفسه معهم، فكف القارئ، فقال : ما كنتم تقولون ؟ فقلنا: يا رسول الله كان قارئ لنا يقرأ علينا كتاب الله، فقال رسول الله بيده وحلّق بها، يومئ إليهم أن تحلقوا، فاستدارت الحلقة... ) (2 ). ( يومئ ) يشير.

رابعًا: التشبيك بين الأصابع:

استخدم الرسول التشبيك بين أصابعه الشريفة للكناية عن القوة والتماسك حينًا، وللتداخل بين شيئين حينًا آخر، وللاختلاط والاختلاف حينًا ثالثًا، ومن ذلك الأحاديث الآتية:

18- عن أبي موسى رضى الله عنه عن النبي قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك بين أصابعه )(1 ).

19- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: ( كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي، يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا، وكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه ) (2 ).

( يغربل الناس ) أي يذهب خيارهم ويبقى أرذالهم.

(تبقى حثالة من الناس ) أي أرذالهم.

( قد مرجت ) أي اختلطت وفسدت.

20- عن جابر رضي الله عنه أن الرسول قال: ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة. فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم لأبد ? فشبك رسول الله أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: دخلت العمرة في الحج (مرتين )، لا بل لأبد أبد ) (1 ).

خامسًا: الإشارة باليد:

21- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار يجلس إلى النــبي فيســمع من النـــبي الحديــث فيعـجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى النبي فقال: يا رسول الله إني أسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه، فقال رسول الله: (استعن بيمينك ) وأومأ بيده للخط (2 ).

22- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ( ألا أخبركم بخير دور الأنصار ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: بنو النجار، ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشهل، ثم الذين يلونهم بنو عبد الحارث بن الخــزرج، ثم الذيــن يلونهم بنــو سـاعــدة

( ثم قال بيده فقبض أصابعه ثم بسطهن كالرامي بيده ) ثم قال: وفي كل دور الأنصار خير ) (1 ).

23- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: (يقبـض العلـم ويـظـهر الجـهـل والفـتـن، ويكـثر الهرج، قيـل: يـا رسول الله وما الهرج؟ فقال: هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل ) (2 ).

نجد في هذا الحديث الشريف كيف أن الرسول، لم يقدم للسائل عن معنى الهرج إجابة شفوية، بل اكتفى بحركة من يده الشريفة بما يعني القتل، وفيها ما يغني ويفيد.

24- عـــن ابـــن أبي أوفـى رضـــي اللــه عـنـه قــال: ( كــنا مـــع رسـول الله في سفر، فلما غابت الشمس قال لرجل: انزل فاجدح لنا، فقال: يا رسول الله لو أمسيت، قال: انزل فاجدح لنا، قال: إن علينا نهارًا.. فنزل فجدح له فشرب، ثم قال: إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا ( وأشار بيده نحو المشرق ) فقد أفطر الصائم )(1 ).

( جدح ) هو خلط الشيء بغيره، والمراد هنا خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوي.

25- عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: ( أشار النبي بيده نحو اليمن، فقال: ألا إن الإيمان ههنا، وإن القسوة وغلظ القلوب في الفَدَّادِين، عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر ).

( الفدادين ) جمع فدّاد، وهم الذين تعلو أصواتهم في إبلهم وخيلهم وحروثهم ونحو ذلك (2 ).

26- عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يشير بيده نحو المشرق ويقول: (ها إن الفتنة ههنا، ها إن الفتنة ههنا ( ثلاثًا ) حيث يطلع قرنا الشيطان ) (1 ).

27- قال يُسير بن عمرو: (قلت لسهل بن حنيف: هل سمعت النبي يقول في الخوارج شيئًا؟ قال: سمعته يقول -وأهـــوى بيــده قِبَــل العـراق - يخرج منـــه قــوم يقـرأون القـرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرّميّة ) (2 ).

( تراقيـهم ) جـمع ترقـوة، وهي عظـم أعـلى الصـدر، والمراد أنه لا يصل إلى قلوبهم.

28- عـن كعـب بن مـالك رضـي اللـه عنـه، أنه كــان له على عبد الله بن أبي حَدْرَد الأسلمي رضي الله عنه مال، فلقيه فلَزِمَه، حتى ارتفعت أصواتُهما، فمر بهما النبي فقال: يا كعب -فأشار بيده كأنه يقول النصفَ - فأَخَذَ نصفَ ما له عليه وترك نصفًا (3 ).

29- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ، ذكر يوم الجمعة فقال: (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه ). زاد قتيبة في روايته: وأشار بيده يقللها (1 ).

30- عــن أبـي ذر رضــي الله عــنه قــال: ( كنـت أمشي مــع النبي في حرة المدينة، فاستقبلنا أُحُد، فقال: يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبًا، تمضي عليّ ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئًا أرصده لدَيْنٍ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا -عن يمينه وعن شماله ومن خلفه - ثم مشى، ثم قال: إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا -عن يمينه وعن شماله ومن خلفه - وقليل ما هم ) (2 ).

( أرصده لدين ) أحفظه وأعده لوفاء دين مستحق عليّ.

إن هذا الحديث الشريف تضمن -إلى جانب استخدام اليد كوسيلة تعليمية - مبدأ مهمًا من المبادئ التربوية النبوية، ألا وهو مبـدأ توظيــف الأحداث الجارية في التعليم. فقول الرسول لأبي ذر رضي الله عنه وهو يعلمه الزهد في الدنيا: (ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبًا.. ) حال مشاهدتهما لجبل أحد، لا شك أنه أشد وقعًا، وأبقى أثرًا، وأقوى إثارة لانتباهه، عما لو كان بعيدًا عنه. وقديمًا قيل: ما جاء في وقته وقر. وكلنا يعلم أن أبا ذر رضي الله عنه أصبح من أشد الناس زهدًا في الدنيا، وإعراضًا عن زخارفها.

يتبع
.





التوقيع

    رد مع اقتباس