اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صانعة النهضة تابع إدراج أوراق من كتاب " أنا " للمفكر العبقري عباس محمود العقاد يتحدث هنا عن فترة الستين من العمر - مقتطفات من وحي مرحلة الستين عند العقاد - لا أفهم الاحتفال بعيد الميلاد هل هو احتفال بانقضاء ما مضى من العمر أو احتفال بالسنة القادمة التي لا نعلم كيف تكون. - الستين بالنسبة لإنسان قد تكون أصغر من الخمسين بالنسبة إلى آخر و أكبر من السبعين بالنسبة لغيره - لا غرابة أن يكون ابن الستين في هذا الإقليم أصغر من ابن الخمسين في ذلك الإقليم على حسب اختلاف الجو و المناخ - تختلف القدرة و العجز في الشيخوخة على حسب اختلاف الأعمال أو الأعباء التي ينهض بها الإنسان - في الستين زادت قدرتي على البحث و الدراسة و نقصت قدرتي على مواصلة الكتابة و القراءة - ازدياد المرانة على الكتابة و ازدياد الخبرة بالتقاط أصعب الفوائد من أيسر القراءات - زادت حماستي لما أعتقد من الآراء - و نقصت حدتي في المخاصمة عليها لقلة المبالاة بإقناع من لا يذعن للرأي و الدليل - لم تنقص رغبتي في طيبات الحياة لكنني اكتسبت صبرا على ترك ما لا بد من تركه - ارتفع عندي مقياس الجمال فما كان يعجبني قبل عشر سنين لا يعجبني الآن، فلست أشتهي منه أكثر مما أطيق - كنت أحب الحياة كعشيقة تخدعني بزينتها الصادقة و الكاذبة فأصبحت أحبها كزوجة أعرف عيوبها و تعرف عيوبي و لا أجهل ما تبديه من زينة و ما تخفيه من قبح و دمامة - إن السن مكسب للعاملين بالقلم - خرف الشيخوخة مرض من أمراض البنية و ليس من أعراض السن و الاعمار
