الموضوع: الفكرة ....
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-01, 00:03 رقم المشاركة : 13
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: الفكرة ....


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن الاكرمين مشاهدة المشاركة

تحياتي الاستاذ بالتوفيق

لا أجد بدا من القول عندما افكر فانني اتبث وجودي...قد نختلف في منشأ القولة الفلسفية من جانب مجانحتها لثوابت دينية ،لكني اثرت المرور في سكتها لنسلك الى رصيف ولادة الفكرة.
للقضية مسار تاريخي اشعل وانتج مجموعة من الاراء المتقاربة والمتقاطعة بالتضاد...لكن في هذه المحطة لا بد من الاحتماء بابداء الراي في الامر ...فالمنطلق الاولي الذي لايجب حجبه بالقفزعليه هو اللغة ،فعندما اتطلع الى فكرة ما، فاي لغة افكربها ؟
للغة دور في عملية صياغة ابعاد الفكرة حتى في مرحلتها الاولية البنائية، من حيث الحاجة الى تاطيرها وفق نمذجة اجتماعية مسموح بتداولها...
لا انحو منحى الجدال العقيم "من الاسبق اللغة ام الفكر؟" فالمنطق التاريخي من حيث الموجودات رقي الانسان الى صدارة مالكي العقل كتمييز عن باقي الموجودات ...فالانسان يفكر من حيث مبدأ المشكلة او الاشكالية المطروحة كتحد نهائي للسؤال والتساؤل المولج لابواب الفكرة /الافكار المراد صياغتها والعمل بها....

هنا مرجعية الاولوية للفلسفة من حيث قيامها على خاصية السؤال ...ففي البحث عن الجواب/ الاجوبة، يتخلخل الفكر كبنية عقلية متداخلة الشبكة المغلقة، لوضع الحل او الحلول الممكنة للسؤال الاشكالي الاولي...

مصطلح الانسان نشترك فيه بني البشر لكننا نختلف في اليات التفكير ومستواها المعقول او غير المعقول ...فمن التفكير البسيط السطحي الى التفكير المعقد العلمي نتوزع شيعا وقبائل ،فالتعامل مع الفكرة ليس بالامر المفارق للذات الانسانية وانما يتم وفق شعاع عقلي حده الاول متم ظل الانسان، وبعده الاقصى بمتم اشعة الشمس...
الصورة بسيطة المفارقة بين خاصية السؤال الاولي المستدعي للتفكير ،ومدى مكانته ضمن خانات الاشكاليات المعرفية ،او وفق خاصية الفكرة من حيث سهولة تقاطعها بين كثلة بشرية مكونة للحالة الاجتماعية...

كبة خيط الفكرة لا ينغلق بالتخبل والتداخل، وانما الانغلاق يركبنا من دوغائية الفرد في تحجره لموقف محدد من الفكرة ...
ان امر التحجر هو ما انتج لنا ولا يزال يفرخ لنا جماعات اجتماعية تمتك الصواب ولا تزيغ عنه كانها تمتك المعرفة المطلقة ....انه الارهاب الفكري وليس بالتفكير السليم،ارهاب يمارس عنوة على الاخر بشكل مكشوف ...

الامر المقدور عليه لتخطي هذا البوليميك هو الاشتغال وفق منهج تجريبي /علمي يعطي للفرضيات والملاحظة حقهما ثم يوطن النتيجة ضمن معادلة التغيير والتجديد كمتتالية لازمة لتطور المعرفة الانسانية...

ان القول بفكرتين بالتضاد هو مسلك السوفساطيين ...لكن للامر مكوك منسج متحكم في بنية التفكير وهو منهج الترجيح وفق معايير محدد من السؤال /الاشكالي الاولي المنتج للفكرة...منهج الترجيح حده الاولي التقابلية ثم وجه المخالفة كمنهج اسلامي ثاني الحد، يؤدي الى تقنين اوجه مقاصد الشريعة /المصالح المسترسلة...

فالقولة الفلسفية التي تقر "باننا لا يمكن ان نسبح في النهر مرتين " هي الافادة الضابطة لنا في وجوبية امتلاك منهج الترجيح ، حتى لا نضطر للسباحة مرتين ،انه اكتساب معادلة واقعية المؤشرات المخرجية ...

قد نختلف في الرؤى الاولية كروافد لبناء النتائج النهائية(للفكرة ) لكننا يجب ان نرتضي مرونة في النقاش الهادف ،والامر لن يتم الا من خلال تحديد مداخل ومخارج النقاش من الاولويات الواجبة التحقق...

نختلف والاختلاف رحمة. لكن ان نختلف من اجل الاختلاف فهذا الامر غير صحي ولا يمكن القبول به من حيث النقاش العلمي وليس فيه خلاف....

ليست كل الافكار ايجابية وانما حدها النهائي يتم من خلال حلقة البدأ الاولية ،فهي من تحدد مسار عملية الفكر في بعده البنائي الايجابي او الهدمي كمعول ناسف...
ان القول بعملية التمييز بين الافكار هو قول بوصول الفارس الى خط الوصول قبل فرسه ...انه التعثر المعرفي للافكار المنتجة والتي طوحت بفارسنا من ظهر الفرس الى نهاية السباق، كرابح للمقارعة بدون وجوده على سرج فرسه....

نحن نفكر ونستوثق من عقولنا البناء، وهو الامر المحمود انسانيا لكن لا بد من من التذكير بفلسفة قائمة الذات من القدم فلسفة "قابيل وهابيل "والمتمثلة في "الخير والشر"...انها الفلسفة التى تحكمنا حتى اللحظة...

الافكار ليس لها مواليد لا من جنس البنات او الذكور ،الافكار حصيلة عقلية منهجها ذا مرقى تصاعدي اوتنازلي ...لا ندخل العواطف في توليد الافكار وانما نستقصي البحث عن غلة علمية مفيدة ونقفز عن العمل بمقولة "هل تعرف العلم ،اجابه والابتسامة تطبع محياه ،نعم اعرف كيف ازيد فيه"...

فالتفكير الاولي يتم من خلال الاخر ،هذا الاخر سواء كان حاضرا بالتحدي او غائبا وفق نمطية المراة العاكسة ...
من هو الاخر ؟

منه ، تتحدد الافكار وتنبني وتصنف...فالغاية من التفكير نتيجة واحدة لا محيد عنها وهي حل الاشكال مهما بسط اوتعقد....هذا هو التصور يمكن ان يسقطنا ضمن خانة الانطباعية اللحظية ،و نتخندق ضمن عوارض تشل الحركة والاضافة العلمية ...

ان امر" التفكير" فضاؤه اوسع من محدودية انتاج عقولنا فمن التاريخ تعلمنا مفهوم التطور والجدلية (التاريخية )....
للتاريخ حكم - بفتح الحرف الاول - لوح عدة مرات متعددة بالورقة الحمراء ...ورقة اصابت ظلما علماء واقصتهم عنوة واشعلت فيهم نار فتنة الغوغاء، لا لسبب بين ،الا لاديولوجية سائدة وحاكمة بالتحكم القصري...

لا اطيل عليكم ،رايي قابل للتعديل والتصويب


تحياتي

استمتعت سيدي بردكم و تمنيت أن لو كانت بدل جملة " لا أطيل عليكم " صفحات و صفحات من هذا التحليل الجميل العميق و الذي يفتح آفاق و أبعاد جديدة في الموضوع تعطي مجالا أرحب لمزيد من تأصيل الأسماء و المسميات و مزيد من الروابط المنطقية بين الأسباب و المسببات
في انتظار مشوق لإطلالات قادمة من طرفكم إن شاء الله





التوقيع

    رد مع اقتباس