عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-30, 15:48 رقم المشاركة : 52
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الرسول المعلم


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالتوفيق مشاهدة المشاركة
تعليمُه صلى الله عليه وسلم بالسيرة الحسنة والخلق العظيم و بالفعل و العمل
وكان من أهم وأعظم وأبرز أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم العملُ والتخلُّق بالسيرةِ الحَسَنة والخلقِ العظيم ، فكان صلى الله عليه وسلم إذا أَمَر بشيء عَمِل به أولاً ثم تأسّى به الناس وعمِلوا كما رأَوْه ، وكان خلُقُه القرآن ، فكان على الخُلُق العظيم ، وجَعَله الله تعالى أسوة حسنةً لعبادِه ، فقال عَزَّ من قائل : (لقد كان لكم في رسول الله أسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمن كان يَرْجو اللهَ واليومَ الآخِرَ وذكَرَ اللهَ كثيراً) فهو صلى الله عليه وسلم أسوةٌ لأمتِه في أخلاقِه وأفعالِه وأحوالِه .
ولا ريب أن التعليمَ بالفعلِ والعَمَل أقوى وأوقعُ في النفس ، وأعونُ على الفهم والحفظِ ، وأدْعى إلى الاقتداء والتأسّي ، من التعليمِ بالقولِ والبَيان ، وأن التعليمَ بالفعلِ والعَمَل هو الأسلوبُ الفطري للتعليم ، فكان ذلك أبرزَ وأعظمَ أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم.
جاء في ((الإصابة في تمييز الصحابة)) للحافظ ابن حجر في ترجمة الصحابي الجليل (الجُلَنْدى مَلِك عُمان) : أن النبي صلى الله عليه وسلم بَعَث إليه عَمْرو بنَ العاص يَدعوه إلى الإسلام ، فقال :لقد دَلَّني على هذا النبي الأمي : أنه لا يأمُرُ بخيرٍ إلاّ كان أولَ آخِذٍ به ، ولا يَنْهى عن شرٍّ إلاّ كان أولَ تاركٍ له ، وأنه يَغلِبُ فلا يَبْطَر ، ويُغْلَبُ فلا يُهْجِرُ ـ أي لا يقولُ القبيحَ من الكلام ـ ، وأنه يَفي بالعهد ، ويُنجِزُ الوعدَ ، وأشهَدُ أنه نبي)) . انتهى .
روى مسلم وأبو داود قال : (( أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا ، وفي يده عُرْجونُ ابنِ طاب، فرأى في قِبلةِ المسجد نُخامةً، فحكَّها بالعُرْجون. ثم أقبل علينا فقال : أيكم يحب أن يُعرِضَ الله عنه؟! قال : فخَشَعْنا، ثم قال : أيُّكم يُحِبُّ أن يُعرِضَ الله عنه؟! قال : فخشعنا ، ثم قال : أيكم يحب أن يُعرض الله عنه؟ قلنا : لا أَيُّنا يا رسول الله.
قال : فإنَّ أحدكم إذا قام يصلي ، فإن الله تبارك وتعالى قِبَلَ وجهه، فلا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وجهه ، ولا عن يمينه ، ولْيَبصُقْ عن يساره تحتَ رِجْلِه اليُسرى، فإن عَجِلَتْ به بادرة ، فلْيَقُلْ بثوبه هكذا، ثم طَوى ثوبَه بعضَه على بعض ـ وفي رواية أبي داود : ووضَعَ ثوبَه على فيه ثم دَلَكه ـ .
ثم قال : أَروني عَبيراً، فقام فتىً من الحيّ يَشتَدُّ إلى أهلِه، فجاء بخَلوقٍ في راحَتِه ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعَلَه على رأسِ العُرْجون، ثم لَطَخَ به على أَثَر النُّخامة. ))
في هذا الحديث الشريف من الأمور التعليمية :إعادةُ الكلمة ثلاثاً ، لتَبْلُغَ من نفوس المخاطبين كلَّ مبلغ .
وفيه : البيان بالفعل ، ليكون أوقع في نفس السامع ، وليكون أوضح دلالةً على ما يُرادُ تعليمُه .
وفيه : عِظَمُ تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ باشَرَ حكَّ النخامة بنفسه .

روى البخاري ومسلم: ((رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على المِنبر ، فاستَقبَلَ القِبلة ، وكَبَّر ، وقامَ الناسُ خلْفَه ، فقرأ وركع ، وركعَ الناسُ خلفَه ، ثم رفَع رأسَه ، ثم رجَعَ القَهْقَرى فسجَدَ على الأرض، ثم عاد إلى المِنبر ، ثم قرأ ، ثم رَكع ، ثم رفَع رأسه ، ثم رجع القهقرى حتى سجَدَ بالأرض ، فلما فرَغَ أقبَلَ على الناس فقال : أيها الناس ، إنما صَنَعْتُ هذا لِتَأْتمّوا بي ، ولِتَعلَّموا صلاتي)).

نعم أخي الكريم يقول الشاعر أبو الأسود الدؤلي رحمه الله في حكمه الرائعة :


لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما وعظت ويقتدى ... بالعلم منك وينفع التعليم



الرسول صلى الله عليه وسلم كان ذكيا في تواصله مع الناس فكان يلجأ إلى التربية بالإقتداء والتأسي ،ولعل قصة حلق الرأس والتحلل من العمرة يوم الحديبية خير دليل على أهمية التعلم والتربية بالإقتداء وتطبيق ما يريده من الآخرين.

سأدرج القصة كاملة كما وردت في كتب السيرة :

عندما منع الرسول صلى الله عليه وسلم من دخول مكة لأداء العمرة تلك السنة(6للهجرة)،وبعدما وقع صلح الحديبية مع قريش أمر عليه السلام أصحابه بأن يحلقوا رؤوسهم وينحروا الهدي ليتحللوا من عمرتهم ،لكن الصحابة وجدوا حرجا في تنفيذ أمره،ولم يبادر أحد منهم بالإمتثال لأوامره،فدخل عليه الصلاة والسلام على أم المؤمنين أم سلمة وقال لها:"هلك المسلومن،أمرتهم فلم يمتثلوا،فقالت : يارسول الله اعذرهم فقد حملت نفسك أمرا عظيما في الصلح ،ورجع المسلمون من غير فتح فهم لذلك مكروبون...ولكن اخرج يا رسول الله وابدأهم بما تريد ،فإذا رأوك فعلت تبعوك.

بالفعل قدم الرسول صلى الله عليه وسلم هديه ونحره ،ودعا بالحلاق فحلق رأسه ‘فلما رأوه المسلمون تواثبوا على الهدي فنحروه وحلقوا...


إنها دروس وعبر رائعة من بيداغوجيا التعلم على المسلمين أن يستفيدوا منها.

أخي توفيق...شكرا لك






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس