عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-30, 00:49 رقم المشاركة : 41
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الرسول المعلم


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالتوفيق مشاهدة المشاركة
حَضُّه صلى الله عليه وسلم على محوِ العاميّة وتحذيرُه من الفتور في التعليم والتعلُّم

ولا غرابة أن يَتخرَّجَ على يديه صلى الله عليه وسلم هذا العددُ الجمُّ الغفيرُ من الناس ، في فترة وجيزةٍ من الزمن ، فإنه قد سَلَك بهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسلكَ التعليم الجَماعي المستَنْفَر ، ودَفَعَهُم إلى محْوِ العاميّةِ دَفْعاً ، وحَضَّهم على ذلك ونَدَبَهم إليه ، وحذَّرهم من الفُتور فيه تحذيراً شديداً .
ولذلك أقبل أولئك الناس يَتلقَّون العلم ، ويتفقَّهون في الدين ، ويُعلِّم بعضهم بعضاً ، ويتعلَّم بعضهم من بعض ، حتى أزالوا العاميّة عنهم في وقتٍ قصير عاجل .
أورد الحافظ المُنْذِري ، و الحافظ الهيثمي ، الحديث الشريف التالي : ((خَطَب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم ، فحمِدَ الله وأثنى عليه ، ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيراً ، ثم قال : ما بالُ أقوامٍ لا يُفَقَّهون جيرانَهم؟! ولا يُعلِّمونهم؟! ولا يُفَطِّنونهم؟! ولا يَأمُرونهم؟! ولا يَنْهَوْنَهم؟! . وما بال أقوام لا يتعلَّمون من جيرانِهم؟! ولا يتفقَّهون؟! ولا يتفطَّنون؟! .واللهِ ليُعلِّمَنَّ قومٌ جيرانهم ، ويُفقِّهونهم ، ويُفطِّنونهم ، ويأمُرونهم ، وينهونهم . وليتعلَّمنَّ قومٌ من جيرانهم ، ويتفقَّهون ، ويتفطَّنون ، أولأُعاجِلَنَّهم العقوبة في الدنيا .
ثم نزل فدخل بيته ، فقال قوم : من تروْنَه عنى بهؤلاء؟ قالوا : نراه عنى الأشعريّين ، هم قومٌ فقهاء ، ولهم جيرانٌ جُفاةٌ من أهلِ المياهِ والأعراب. فبلغ ذلك الأشعريين ، فاتَوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، ذكرت قوماً بخير ، وذكرتنا بشر ، فما بالُنا؟
فقال : لَيُفَقِّهَنَّ قوم جيرانهم، وليُفطِّنُنَّهم ، وليَأمُرونَّهم ، ولينْهَوُنَّهم ، وليتعلَّمَنَّ قومٌ من جيرانهم ، ويتفقَّهون ، ويتفطَّنون ، أو لأُعاجِلَنَّهم العقوبة في الدنيا
فقالوا : يا رسول الله أنُفَطِّنُ غيرنا؟ فأعاد قولَه عليهم ، فأعادوا قولهم : أنُفَطِّنُ غيرنا؟ فقال ذلك أيضاً .
فقالوا : أمهِلنا سنةً ، فأمهلَهم سنة ليُفقِّهوهم ، ويُعلِّموهم ويُفطِّنوهم .
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ).
وقال العلامة مصطفى الزرقا ، تعليقاً على هذا الحديث الشريف ما يلي : ((إنّ هذا الموقف العظيم في اعتبار التقصير في التعليم والتعلُّم جريمةً اجتماعية ، يستحق مرتكبُها العقوبة الدنيوية : موقفٌ لم يَرْوِ التاريخ له مثيلاً في تقديس العلم ، قبلَ النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده .

حديث((طَلَبُ العلم فريضة على كل مسلم)) ولفظُ (المسلم) هنا : يَشمَلُ الرجلَ والمرأة ، لأن الحكمَ مَنُوط بصفةٍ مشتركةٍ هي الإسلام .
وأُضيفُ أنه لما ناط النبي صلى الله عليه وسلم فَرْضَ طلبِ العلم باتصافِ المرء بالإسلام ـ رجلاً كان أو امرأة ـ ، كان في ذلك تنبيهٌ منه صلى الله عليه وسلم على ان كل من انتَسَب إلى الإسلام لزِمَه طلبُ العلم وتحصيلُه ، إذ لا جَهْلَ في شِرْعَةِ الإسلام الذي أوَّلُ كلمةٍ من كتابه نزلت تقول : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ .

نعم أخي توفيق ...اعتنى الرسول الكريم عناية كبرى بتعليم الرعيل الأول من الصحابة وهم المجتمع الإسلامي الأول لما للعلم من أهمية في الإنسلاخ من حياة الكفر والجهل والإستعباد والدخول إلى عالم أرحب وأوسع وأكثر ضياء ليخرجوا من الظلمات إلى النور،وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة الآيتين 15/16" قد جائكم من الله نور وكتاب مبين ،يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ،ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه،ويهديهم إلى صراط مستقيم"
وطبعا لن يتمكن صلى الله عليه وسلم من تعليمهم ما جاء في الرسالة الإسلامية وما جاء به القرآن الكريم إلا عن طريق حثهم على توظيف حواسهم وحسن استغلالها ،فقد قال تعالى في سورة النحل الآيتيان 78/79 " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا،وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون،..."
من هنا انطلق عليه السلام يحض الناس ويحثهم على التعليم والتعلم. يحض الجاهل لطلب العلم ،ويحض المتعلم على الإنخراط في تعليم الأميين وهكذا استطاع عليه السلام أن يحارب الجهل والأمية في الجزيرة العربية بفضل فصاحة القرآن وبيانه وإعجازه ...
أخي توفيق...وفقك الله تعالى






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس