2013-07-27, 12:30
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: الرسول المعلم | أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختار في تعليمه من الأساليب أحسنَها وأفضَلَها ، وأَوْقَعَها في نفسِ المخاطب وأقربَها إلى فهمه وعقلِه ، وأشدَّها تثبيتاً للعلم في ذهن المخاطب ، وأكثرها مُساعَدةً على إيضاحه له . ومن دَرَس كُتُب السُّنّة وقرأها بإمعان رأى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُلوِّن الحديث لأصحابه ألواناً كثيرة ، فكان تارةً يكون سائلاً ، وتارةً يكون مُجيباً ، وتارةً يُجيبُ السائلَ بقَدْرِ سُؤالِه ، وتارةً يَزيدُه على ما سأل ، وتارةً يَضرِبُ المثلَ لما يُريد تعليمَه ، وتارةً يُصحِبُ كلامَه القَسَمَ بالله تعالى ، وتارةً يَلْفِتُ السائلَ عن سُؤاله لحكمةٍ بالغةٍ منه صلى الله عليه وسلم ، وتارةً يُعلِّم بطريق الكتابة ، وتارةً بطريق الرَّسْم ، وتارةً بطريق التشبيه أو التصريح ، وتارةً بطريق الإبهام أو التلويح . وكان صلى الله عليه وسلم تارةً يورِدُ الشبهة ليَذكُرَ جوابَها ، وتارة يَسلُكُ سبيل المُداعبة والمُحاجاةِ فيما يُعلِّمُه ، وتارةً يُمهِّدُ لما يَشاءُ تعليمَه وبيانَه تمهيداً لطيفاً ، وتارةً يَسلُكُ سبيلَ المُقايَسةِ بين الأشياء ، وتارةً يُشيرُ إلى عِلَلِها لذِكرِ جوابِها ، وتارةً يَسألُ أصحابَه وهو يَعْلَم ليمْتَحِنَهم بذلك ، وتارةً يَسألُهم لِيُرشِدَهم إلى موضع الجواب ، وتارة يُلقي إليهم العلمَ قبل السُّؤال ، وتارةً يَخُصُّ النساءَ ببعض مجالسه ويعلمهُنَّ ما يحتجن إليه من العلم ، وتارةً يُراعي حالَ من بحضرتِه من الأطفال والصِّغار ، فيَتنزَّلُ إليهم بما يُلاقي طفولتهم ولَهوَهم البريء ، إلى غير ذلك من فُنون تعليمِه صلى الله عليه وسلم. | |
| |