عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-25, 17:02 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي روايات مغربية.."خبز و حشيش و سمك" لعبد الرحيم لحبيبي


روايات مغربية.."خبز و حشيش و سمك" لعبد الرحيم لحبيبي



عن منشورات أفريقيا الشرق صدرت حديثا رواية جديدة للكاتب عبدالرحيم لحبيبي تحت عنوان "خبز و حشيش و سمك" ، وتعد هذه الرواية ، التي تضم بين دفتيها 231 صفحة من الحجم المتوسط ،سيرة ذاتية لمدينة آسفي ، هذه المدينة التي تتحدث عنها الرواية بلغة الحلم و العشق و النوستالجيا ، نقرأ على صفحاتها مايلي: " في القدم كان البحر .. و كانت آسفي هبة البحر ، على ساحله نشأت و ترعرعت و نمت ، كان البحر جحيمها و نعيمها ، سعادتها و شقاءها . من قمة سيدي بوزيد تبدو المدينة في عناق حميمي خالد مع البحر ، فكأنهما في اللحظات الأخيرة للانفصال عن بعضهما أو هما في اللحظة الأولي للعناق و الالتحام والضم .
آسفي حاضرة المحيط ، وقفت على ساحلها سنابك جياد عقبة بن نافع كآخر نقطة للعالم المتحضر، نهاية العالم..."
عمد الكاتب في هذه الرواية إلى تسجيل تاريخ المدينة الحديث بنفس روائي جميل و لغة راقية شفافة وسلسة ، فتوقف عند الأمكنة التي تشكل هوية المدينة و رمزيتها من قبيل السوينية و الشعبة و سيدي بوالذهب وغيرها، كما أثث نصه الجميل بأناس المدينة و خاصة أولئك الذين ينتمون إلى الطبقة الصامتة ، فصور طموحاتهم و آمالهم و كبواتهم و أحلامهم المجهضة .. و أنت تقرأ الرواية أبدا لا يمكن سوى أن تصدق بأن الشخوص هي شخوص حقيقية و واقعية، عاشت في مدينة آسفي و التحمت معها التحاما صوفيا يصل إلى حدود الحلول ..
في الرواية نرصد النضالات السياسية التي قادتها الفئة المثقفة الملتحمة بالطبقة الشعبية المسحوقة ، ونقف على قسوة المخزن "النظام" و وحشيته و قمعه و إحباطه لكل حلم مشروع في إقامة نظام ديقراطي ، يؤسس لتداول سلمي على السلطة وتوزيع عادل للثروات ، لتكون الرواية بذلك ليست سيرة ذاتية لآسفي فحسب، بل للمغرب عامة.
في الرواية نتلصص على شخوص تمتاز بعمقها الشعبي " الحامض " و "با صطوف" وغيرهما، نترصدهم وهم يقتنصون لذاتهم الصغيرة نكاية في الساسة و المخزن، من خلال اعتكافهم على الحشيش و السمك و النساء ، والتخطيط – في نفس الوقت -للنضال ضد المخزن وزبانيته ، يقول السارد عن الحامض " الحامض هذا اسمه أو كنيته أو لقبه العائلي ، لا أحد يعرف له اسما غير هذا ... يتراقص في حركاته و يميس و يبتسم ، و يحرك حاجبيه ، يدير غينيه في محجريهما ، يطبق جفنيه ثم يفتحهما ، تتلبسه روح شهوانية واعدة بالأريحية و البساطة و الدعوة الكريمة لموعد ما...."
أما عن با صطوف فيقول " كان با صطوف يقلب بين يديه ربطة الكيف كعيار محترف و يشمها .. أزال عنها الورقة بأناة و تؤدة ، كأنه يخلع ملابس غادة فاتنة ، برزت سنابلها الخضراء يانعة شامخة مكتنزة.
إن رواية "خبز و حشيش و سمك" تعد بحق ملحمة مدينة آسفي أو" الكيت كات " على الطريقة المغربية.






    رد مع اقتباس