الموضوع: لعلّكم تتقون
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-23, 14:53 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

important لعلّكم تتقون



لعلّكم تتقون














يعلم الناس جميعا بأن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام الخمسة، ومن صام هذا الشهر بكفه عن الأكل والشرب والنساء فقد استوفى هذا الركن وأدى الواجب الذي يكون به مسلما. غير أن المقصود من هذه الفريضة ليس هذا فقط بل المقصود أن يحصل الإنسان مع الإسلام لله بالجوارح على الإيمان بالله وتقواه وخشيته وحبه والرجاء فيه وحسن الظن به. يقول الله تعالى: (( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)) الحجرات، فقد يطيع المسلم الأمر استسلاما فحسب ولكن لا يتفاعل معه قلبه ولا يتحرك له وجدانه ولا يدفعه للإتقان والإحسان.
ولا شك أن الاستسلام لأمر الله شيء مطلوب ولا يضيع أجر صاحبه ما لم يرتكب ما ينقضه (( وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا))الحجرات، ولا شك أن أداء فريضة الصيام بشروطها الفقهية المعلومة مجزية ما لم يرتكب الصائم ما يفسد صومه من قول الزور والعمل به والرفث والصخب والغيبة والنميمة وغيرها كما جاء في الحديث ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) والحديث (( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ))، غير أن السر الذي يستقبل به المؤمنون شهر الصيامِ أن هذا الشهر بالنسبة لهم حالة إيمانية علاوة على أنه حالة إسلامية ( بمعنى التسليم). لا يكفي أن يخضع الإنسان للأمر فحسب فيصوم كما يصوم الناس، وينتظر أن ينتهي الشهر لتنتهي المشقة فيكون قد أدى الذي عليه وحسبه أجر المشقة.
إن هذا الشهر فرضه الله ليحصل المؤمنون على تقوى الله قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون))، وما دامت الغاية واضحة فإن محاسبة الذات على هذه الغاية سهلة، يكفي أن ينظر الإنسان إلى نفسه كل يوم وليلة، هل حاله يتحسن يوما بعد يوم؟ هل يزداد قلبه رقة وخشوعا؟ هل حلاوة الإيمان غدت تخالط فؤاده؟ هل يشعر بإقبال سلس ممتع على الطاعة والذكر والدعاء؟ هل صار القرآن صاحبه في ليله ونهاره ما استطاع لذلك سبيلا يزداد به أنسا وطمأنينة كل يوم؟ هل قرّت عينه بالتراويح وبالقيام وخلوة المحاريب؟ هل هو ممن تعمر المساجد في الصلوات الخمس ؟ هل رق قلبه على الفقراء والمساكين؟ هل أضحى يشعر بنفور تلقائي من الذنوب والمعاصي، فلا تطاوعه نفسه على الغيبة والنميمة وقول الزور والعمل به؟ هل قرر أن لا يظلم ولا يمكر بالناس ولا يأخذ حقوق غيره؟ هل تاقت نفسه للعمل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا بما يقدر عليه وما وهبه الله من إمكانيات وقدرات؟ هل أصبح همه في هم المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها؟ إن كان حاله هكذا فهو على توافق مع الغاية من شهر رمشان.
نسأل الله أن يوفقنا جميعا وأن يعيننا وأن يبارك في أيامنا وليالينا في هذا الشهر الكريم.

عبد الرزاق مقري





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس