عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-23, 11:52 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي وفاء الوفا وخيانة الاستقلال


وفاء الوفا وخيانة الاستقلال



حسن مبارك اسبايس
الأربعاء 17 يوليوز 2013 - 15:13
موقف وطني شجاع ذلك الذي صدر عن وزير التربية الوطنية وعضو الأمانة العامة لحزب الميزان، الذي اختلت كفتاه في عهد"الزعيم الجديد"، بعدم تقديم استقالته من الحكومة الحالية على غرار ما قام به بقية وزراء الاستقلال الخمسة بأمر من "الزعيم الجديد" للحزب بما يوضح بجلاء لمن يحتاج إلى توضيح مدى احترام "الزعامة الاستقلالية الجديدة" لحرية التعبير ومبدأ الاختلاف وقناعات أعضاء الأمانة العامة التي لا يجب بالضرورة أن تتفق مع "نزوات وحسابات" الأمين العام.
موقف ابن مدينة النخيل محمد الوفا ووقوفه في وجه أمر "زعيم الاستقلاليين الجدد" وتشبته بالبقاء في منصبه وزيرا للتربية والتعليم، يؤكد أن الرجل ذا مبدأ وليس كما يدعي بعض الصطحيين أنه يسعى للحفاظ على راتبه الشهري، علما أن الراتب الشهري سيبقى سواء ظل أو غادر، لكن إيمانا منه بأن واجب الوطنية التي تربى عليها الجيل الأول من الاستقلاليين يقتضي في المرحلة الراهنة مواصلة العمل من داخل الحكومة ومن موقع منصب حساس كالتعليم وإصلاحه، ثم ايضا من مبادئ الديمقراطية الحقيقية بعدم استعجال الحكم على تجربة حكومة بنكيران بالفشل وهي لم تصل بعد إلى منتصف فترة ولايتها.
ومن المؤسف أن تصل حدة لهجة الأمين العام حميد شباط إلى قرار طرد الوفا من الحزب واعتباره خائنا للحزب و"مفسدا في الميزان"، على الرغم من أن الرجل عبر عن موقفه الشخصي وعدم اقتناعه بمبررات زعيم حزبه الجديد للخروج من تحالف كان منسقه مهندسه سلفه عباس الفاسي وكأن الأمر يتعلق بالتمرد على قرارات الأمين العام السابق للحزب وليس بناء على تقييم موضوعي وعقلاني لأداء وزراء الحزب في الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية القريب إلى حد ما في مرجعيته إلى حزب الاستقلال، هذا إن صدق الاستقلاليون في ادعئهم بأنهم ينطلقون من مرجعية وطنية ودينية إسلامية! وإن كانت بعض مؤشرات واقع الحال تقول عكس ما يدعون كادعائهم الدفاع عن اللغة العربية ورسميتها وكل أبنائهم وأطرهم يتقنون لغة موليير أكثر من الدارجة المغربية ناهيك عن العربية.
قد يختلف العديد من رجال وسيدات التعليم في بلادنا مع بعض التوجهات لمحمد الوفا وزير التربية الوطنية، وقد يؤاخذه البعض على عفويته المراكشية الزائدة والتي تحمل كلامه أكثر مما يتحمل في أحيان كثيرة ولكن يبدو من كثير من مواقفه وكلامه أيضا أنه يريد إصلاحا ويصمم عليه غير آبه بمن يعارضه وإن كان ليس كل معارض يريد خيرا للبلاد والعباد خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بقرار يعارض مصالح هذا المدرس أو ذاك أو تلك المديرة أو التلميذ او التلميذة، لأن تعليمنا أصبح فعلا في حاجة لمن يصلح حاله بعد أن تراجع مراحل وسنوات إلى الوراء حتى أصبحت دول تعيش مشاكل وحروبا أفضل منا في الترتيب العالمي.
رفض الوفا وقبول آخرين من الحزب بتنفيذ أوامر الزعيم السياسي الجديد حميد شباط دليل على الوضع الحالي الذي أصبح عليه أعرق حزب سياسي ووطني في تاريخ المغرب الحديث وكيف تكالبت عليه الأيام فأصبح يدار بطريقة " الحوار مع الباطرونا من طرف النقابات" فإما أن تنسجم مع مصالحي الشخصية وإما أنسحب وادعو إلى الوقفات والإضراب للضغط عليك، وإما أن تكون عضوا طيعا لأوامري وإما عليك أن تتحمل قرار طردك من الحزب وسحب بطاقتك!
لا نريد هنا أن نجعل من الوزير الوفا بطلا للمرحلة، ولكن نريد أن نوضح أن موقفه أسلم من موقف حزبه( لا أدري أأسميه حزبه السابق أم الحالي) ذلك أن الرجل أراد أن يفي بالتزامه مع الفريق الحكومي وأجندته وبعد ذلك إن فشل أو أصاب فالحكم سيكون للشعب الذي اختار الحكومة من الأساس وصوت لها في انتخابات قيل عنها أنها الأنزه والأكثر حرية في تاريخ الانتخابات المغربية.
مرة أخرى ندعو القائمين على الشأن العام في البلاد وفي مقدمتهم جلال الملك أن يعاد النظر في طريقة انتخاباتنا التي يجب أن تصاغ بطريقة تمكن أن يفوز حزب واحد بأغلبية مطلقة تمكنه من إدارة الشأن العام ويتحمل فيها مسؤوليته بمفرده وباطر حزبه حتى لا يعلق الفشل على الأحزاب الأخرى إن فشل ولا يبخس حقه بإشراكها في النجاح غن نجح وتكون مسؤوليته واضحة امام تعاداته مع الشعب الذي اختاره عن طريق صناديق الاقتراع وحينها ستكون الحكومة حكومة حقيقية وتكون المعارضة معارضة بناءة تصفق للإنجاز وتنبه وتقوم الإعوجاج.





التوقيع

    رد مع اقتباس