عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-18, 04:06 رقم المشاركة : 16
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فضل الصوم و أسراره


فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
أسئلة و أجوبة


سؤال: في رحلة الإيمان إلى الصوم، ماهي فلسفته وعلة الامتناع عن تناول الطعام والشراب طوال شهر رمضان؟

جواب: لا أحب أن يقبل المكلفون على الأمر التكليفي لعلة أو لما فيه من أسرار وحكم، لأن المؤمن لو أقبل على فعل الأمر لعلة، لصار إيمانه بالعلة.. والمفروض أن يكون الإيمان بالأمر، فهمت العلة، أو لم تفهمها!!
المهم أن يكون الدافع لفعل المأمور به هو الأمر لا العلة، ومن هنا يظهر الفرق بين إنسان، غير مؤمن لو أظهرت له علة شيء تتصل بذاته لأقبل عليها، وبين المؤمن الذي يقبل على الفعل لأنه من الله، ولذلك، فإني أؤكد أن علة كل حكم: الأمر به،.. لكن الناس قد يلتمسون عللا وحكما بعد مزاولتهم للأمر الذي أمرهم الله به والعلة والحكمة لم يعرفا قبل مزاولة الأمر، ولكن بعد فعل الأمر ومزاولته وممارسته.
فمثلا: زاولت الصيام: فظهرت لك فوائد وحكم، وعلل في أداء فريضة الصوم، فقلت إن للصوم فوائد منها هذا ومنها ذاك، فالفوائد لم تتبين قبل الصيام ولكنها تبينت بعد مزاولة الصيام فعلا.
فالذين يقولون علته كذا، وحكمته كذا، قالوا ذلك بعد تنفيذ الأمر لا قبله، وإدراكهم للعلة أتي متأخرا بعد التنفيذ، فإقبالهم على الأمر ليس بدافع العلة، ولكن لإيمانهم بمن أمر وهو الله عز وجل، لكن الله سبحانه وتعالي قد يبين العلة أو بعض العلة، أو عمومية العلة!


سؤال: وماذا ترمز إليه هذه الآية الكريمة: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَي الَّذِينَ ُمِنْ قَبْلِكُم«..هل صيامنا بضوابطه فرض على الأمم السابقة؟ أم كان هناك فرق بين الضوابط؟
جواب: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَي الَّذِينَ ُمِنْ قَبْلِكُم) مطلق الإمساك، الإمساك بالنسبة للبطن والفرج حتى الليل، ومعنى هذا أنه فرض علينا بضوابطه كما فرض على الأمم السابقة..
وهذا يوضح لنا أيضا أهميته كعبادة حقة لله تعالى جل شأنه، ومن ثم لابد أن يكون حرصنا على صفاء هذه العبادة، وأن تكون خالصة لوجه الله أمرا ضروريا له أهميته البالغة.


سؤال: وتكملة آية الصيام يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قبلكم لعلكم تتقون).. ما معنى التقوى هنا؟
جواب: فقول الحق سبحانه: (لعلكم تتقون) بعد الأمر بالصوم هو بيان للعلة.
إذن: فعلة الصوم المأمور به أن نتقي، أي شيء نتقيه؟
التقوى: في حقيقتها ومعناها اللغوي، أن تجعل بينك وبين شيء يضرك وقاية.
إذن: الصوم فرضه الله لكي يجعل بيننا، وبين ما يضرنا وقاية، و حجابا، و سترا، في الأمر التكليفي، الوقاية التي يجب، أن يعني بها المكلف، الوقاية من الشيء الذي لايزول عنك، وذلك هو عذاب النار.
وأما كل شيء يأتي ويزول فليس هو المقصود منه الوقاية، فيكون أهم شيء في التقوى هو أن تتقي الشيء الثابت اللازم الذي لا يزول .
الصيام هو الركن الوحيد من أركان الإسلام الذي يوصف بالسلبية، بمعنى أن التكليف فيه نهي عن الطعام، والشراب، والجماع، أما باقي الأركان فكلها أوامر إيجابية ومن كل هذا يتضح لنا دون غموض: أن الأصل أن تفعل ما تؤمر به وإن لم تفهم العلة.
ولنضرب لذلك مثلا: العلة في تحريم الخنزير لم تكتشف إلا بعد أربعة عشر قرنا فهل نوقف تحريمه حتى نتبين العلة؟
طبعا لا: وإنما حرم لحمه ثم ظهرت الحكمة بعد ذلك، ولم يكن التحريم متوقفا على ظهور العلة!


سؤال: التوبة مستحبة في رمضان؟ لماذا هي فرصة؟
جواب: إنها مستحبة خلال منعك من الحل فهي فرصة، أن تتوب إلى الله وترجع إلى ساحته و جنابه في رمضان، لقد امتنعت عما تعودت، وتلجأ إلي الله ونيتك خالصة.



❊ سؤال: ما الحكمة في تشريع التوبة، وقبولها من قابل التوب وغافر الذنب؟
جواب: تشريع التوبة وقبولها من الحق تبارك وتعالي جاءت صيانة لحركة الهداية في الأرض لأن التوبة لو لم تشرع لكان مجرد وقوع إنسان في معصية ذريعة له أن يستشري في الأرض بالمعاصي، و حينئذ يفسد الكون بمجرد غفلة إنسان واحد لأنه إذا كان قد طرد من الرحمة بمجرد المعصية الواحدة كافية لأن يطرد من رحمة الله، فتصور أن واحدا يعصي ربه ثم ييأس من قبول ربه توبته، ماذا يكون موقفه في الكون؟ إنه سيعربد فيه انحرافا وانحلالا وطغيانا وجبروتا وحينئذ يغري غيره بالأسوة السيئة في أن يكون مثله، وحينئذ يكون العالم كله شرا ًفي صدام الحياة ومعاركها أي أن مشروعية التوبة من الحق هي فتح مجال لرجوع الإنسان الذي انحرف إلي طريق السواء والسداد.
لذلك فالحق جعل للإنسان العذر في الغفلة والنسيان والعذر في أن نفسه قد تضعف مرة فتصيبه المعصية ولكن ذلك لايعني أن يستشري في باب المعصية وبين أن الله أفرح بتوبة عبده العاصي من أحدكم وقع علي بعيره وقد أضله في فلاة.. كل ذلك حرصا علي سلامة وصيانة حركة الحياة.





آخر تعديل بالتوفيق يوم 2013-07-18 في 04:09.
    رد مع اقتباس