عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-06-29, 15:18 رقم المشاركة : 22
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: الخجل والكف السلوكي الاجتماعي...


حياء المؤمن


الحياء من الله:


قال الله تعالى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى
وقال تعالى و مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

فتجرؤ العبد على المعاصي واستخفافه بالأوامر والنواهي الشرعية يدل على عدم إجلاله لربه وعدم مراقبته لربه
فالحياء من الله يكون باتباع الأوامر واجتناب النواهي. قال رسول الله: استحيوا من الله حق الحياء قال: قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله قال ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء
معنى الحديث: استحيوا من الله حق الحياء أي استحيوا من الله قدر استطاعتكم لأنه من المعلوم أن الإنسان لايستطيع أن يقوم بكل ما عليه تاماً كاملاً ولكن كل على حسب طاقته ووسعه قال تعالى [فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.
فالمقصود أن الحياء من الله يكون باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ومراقبة اللهفي السر والعلن. قال رسول الله استحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك[صحيح الجامع]. وهذا الحياء يسمى حياء العبودية الذي يصل بصاحبه إلى أعلى مراتب الدين وهي مرتبة الاحسان الذييحس فيها العبد دائماً بنظر الله إليه وأنه يراه في كل حركاته وسكناته فيتزين لربه بالطاعات. وهذا الحياء يجعله دائماً يشعر بأن عبوديته قاصرة حقيرة أمام ربه لأنه يعلم أن قدر ربه أعلى وأجل. قال ذو النون: ( الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة مما سبق منك إلى ربك ) وهذا يسمى أيضاً حياء الإجلال الذي متبعه معرفة الرب عز وجل وإدراك عظم حقه ومشاهدة مننه وآلائه. وهذه هي حقيقة نصب الرسول و إتعاب نفسه في عبادة ربه

ومن هذا الحياء أيضاًحياء الجناية والذنب: ومثال ذلك ما ذكره ابن القيم في كتابه مدارج السالكين ( أفراراً مني يا آدم؟ فقال: لا بل حياء منك
ومن أنواع الحياء من الله الحياء من نظر الله إليه في حالة لا تليق كالتعري كما في حديث بهز بن حكيم عندما سأل رسول الله فقال: ( عوراتنا ما نأتي منها ومانذر؟ ) فقالاحفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكتيمينكقال: ( يا نبي الله إذا كان أحدنا خالياً؟ ) قالفالله أحق أن يستحي منه الناس
قال يحيي بن معاذ: ( من استحى من الله مطيعاً استحى الله منه وهو مذنب ). أي من غلب عليه خلق الحياء من الله حتى في حال طاعته فهو دائماً يحس بالخجل من الله فيتقصيره فيستحي أن يرى من يكرم عليه في حال يشينه عنده ثم قال يحيي بن معاذ: ( سبحان من يذنب عبده ويستحي هو ). ويجدر هنا أن ننبه إلى أن حياء الرب صفة من صفاته الثابتة بالكتاب والسنة وهي كسائر صفاته عز وجل لا تدركها الأفهام ولا تكيفها العقول بل نؤمن بها من غير تشبيه ولا تكييف. وحياء الله عز وجل صفة كمال تدل على الكرم والفضل و الجود والجلال ففي الحديث أن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً وأيضاً إن الله يستحي أن يعذب شيبة شاب في الإسلام
عجيب شأن هذا العبد المسكين لا يستحي من ربه وهو ينعم عليه آناء الليل وأطرافالنهار مع فقره الشديد... والرب العظيم يستحي من عبده مع غناه عنه وعدم حاجته إليه


الحياء من الملائكة:

من المعلوم أن الله قد جعل فينا ملائكة يتعاقبون علينا بالليل والنهار.. وهناك ملائكة يصاحبون أهل الطاعات مثل الخارج في طلب العلم والمجتمعين على مجالس الذكروالزائر للمريض وغير ذلك وأيضاً هناك ملائكة لا يفارقوننا وهم الحفظة والكتبة:وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ
إذاً فعلينا أن نستحي من الملائكة وذلك بالبعد عن المعاصي والقبائح وإكرامهم عن مجالس الخنا وأقوال السوء والأفعال المذمومة المستقبحة. قال{إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهلهفاستحيوا منهم وأكرموهم

الحياء من الناس:

وهذا النوع من الحياء هو أساس مكارم الأخلاق ومنبع كل فضيلة لأنه يترتب عليه القول الطيب والفعل الحسن والعفة والنزاهة... والحياء من الناس قسمان
هذا قسم أحسن الحياء و أكمله و أتمه. فإن صاحبه يستحي من الناس جازم بأنه لا يأتي هذا المنكر والفعل القبيح إلا خوفاً من الله تعالى أولاً ثم اتقاء ملامة الناسوذمهم ثانياً فهذا يأخذ أجر حيائه كاملاً لأنه استكمل الحياء من جميع جهاته إذ ترتب عليه الكف عن القبائح التي لا يرضاها الدين والشرع ويذمه عليها الخلق قسم يترك القبائح والرذائل حياء من الناس وإذا خلا من الناس لا يتحرج منفعلها وهذا النوع من الحياء هو في الحقيقة يسمى: خجل
أما الذي يجاهر بالمعاصي ولا يستحي من الله ولا من الناس فهذا من شر ما منيت به الفضيلة وانتهكت به العفة، لأن المعاصي داء سريع الانتقال لا يلبث أن يسري فيالنفوس الضعيفة فيعم شر معصية المجاهر ويتفاقم خطبها، فشره على نفسه وعلى الناس عظيم وخطره على الفضائل كبير


الحياء من النفس:
وهو حياء النفوس العزيزة من أن ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون
ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحسن السريرة. فيجد العبد المؤمن نفسه تستحي من نفسه حتى كأن له نفسين تستحي إحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون منالحياء. فإن العبد إذا استحى من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر
يقول أحد العلماء: ( من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر
والحقيقة أن هناك نفساً أمارة بالسوء تأمر صاحبها بالقبائح. قال تعالى على لسان امرأة العزيز[]وَمَا أبَرِّىءُ نَفسِي إنَّ النّفسَ لأَمّارَةٌ بِالسُوءِ إلا مَارَحِمَ رَبِيِ إنّ رَبِي غَفُورٌ رّحِيمٌ
والنفس الثانية هي النفس الأمارة بالخير الناهية عن القبائح وهي النفس المطمئنة
قال تعالى[يَا أيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنَةُ ارجِعِى إلى رَبِكِ رَاضِيَةً مَرضِيَةً فَأدخُلي في عِبادِي وَادخُلي جَنَتي





آخر تعديل بالتوفيق يوم 2013-06-29 في 16:51.
    رد مع اقتباس