عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-06-28, 00:16 رقم المشاركة : 1
فطيمة المراكشية
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية فطيمة المراكشية

 

إحصائية العضو







فطيمة المراكشية غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي من خطط السيد حمار | فطيمة المراكشية





من خطط السيد الحمار




الأطفال مهما انتبه لهم الآباء وراقبوهم لابد من الإنفلات والتجاوزات التي قد تكون خطيرة على حياتهم

عندما يريد الطفل خوض تجربة ما ويعرف أنها خطأ , حتما سيهيء لها أسباب التخفي لكي يجربها

وعندها يهنأ له البال ... إنه الفضول البريء ولكن ربما تكون نتائجه كارثية ..



أتذكر ابن خلتي ونحن صغارا وعندما نذهب للبادية لبيت جدي كان يحب ركوب الحمير أعزكم الله

وكانت خالتي تضربه تارة وتنهاه أخرى .. وصارت مشكلتها مع ولدها تنحصر في مجتمع الحمير ..

ولكنه هو ... يسمع كلامها من الأذن اليمنى ويُخرجه من اليسرى ..

لأنه يحس وهو على ظهر الحمار كفارس مغوار في ميدان معركة


مرة غافلها وأتى بحمار كي يركبه , سحبه من الحبل إلى حافة البئر لتكون له مثل السلم حتى يركب على ظهره

ولكن الحمار لم يكن حمارا هذه المرة .. فقد مسك بابن خالتي بعضة ملء شدقيه من فخذه ورماه مباشر في البئر

المصيبة لا أحد علم بمكيدة الحمار ولا بتنفيذها , وظللنا يوما كاملا نبحث عن عبد الفتاح التائه وأمه تكاد تُجنّ

إلى أن أتت امرأة تريد ماءا بدلوها من البئر , فتمسّك بـ الدلو فهربت المسكينة تصرخ وتولول تقول أن بالبئر جنيا


حينها عرفنا أن العفريت ما هو إلا الإبن الضائع طول اليوم


ومن تجربته هذه فهم لماذا أمه كانت تنهاه عن ركوب الحمير


حادثة أخرى لنفس هذا لطفل عبد الفتاح ولكن كان في 16 من عمره وفي نفس البادية

غسل شعره الطريل من ماء البئر الذي ينساب رقرقا من ماصورة الماء آتيا بدفعة الماطور من القعر

غسل شعره وأراده مكريبِي .. أو مثل شعر الهيبّي .. فبدأ يهز رأسه بشدة يمنة ويسرة

ففقد توازنه وكانت الضربة في الماصورة من جبهته أحدثت جرحا فلق جبعته عميقا

فوقع مغمى عليه والدم يغطي وجهه ..

أتت أمه تركض وتبكي : ياك شبعتي تشنتيف ؟

ياك شبعتي جدبة بحال إلا شادّاك ميرا بنت بلخضر ؟

مااااالك أوااااا بغيتي تفرفر بلا جناوح ؟



والآن أصبح رجلا كامل العقل والثباات وله من الأبناء 4 أكبرهم 15 سنة

وما زلنا نتذكر قصة الحمار والبئر كلنا جمعتنا ظروف الزيارات العائلية ..

وهو لن ينساها طبعا لأن نواجد الحمار بعدد أسنانه الـ 44 قد تركت له طابعا الذكرى على فخذه إلى اليوم




كونو بخير دائما





التوقيع

آخر تعديل ام ادريس يوم 2013-06-28 في 09:45.
    رد مع اقتباس