عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-06-13, 23:32 رقم المشاركة : 3
حميد يعقوبي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية حميد يعقوبي

 

إحصائية العضو








حميد يعقوبي غير متواجد حالياً


وسام المشارك في المطبخ

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

افتراضي رد: أيها النورس رويدك!


أختي صانعة النهضة
أجد نفسي أمام قصيد منثور من نوع حواري مونولوجي رائع رغم معرفة المتحدَّث عنه ..حكاية النورس والصبار قد تبدو غريبة حيث الأول بحري والثاني صحراوي ..وهنا تجلت قرتك الفكرية على توظيفهما في حوارية مع النفس ...صور شعرية متعددة وكلها تخدم الفكرة الأساسية للنص ..حيث استمتعت بصياغة محكمة للكلمات والألفاظ الشعرية فضلا عن انزياحات زادت القصيد رونقا ومتعة ....
إنّ الشاعرة صانعة النهضة ، تبدو من الوهلة الأولى مأسورة بالحياة والحب والأحلام، لا تعدم لحظات الوعي الجاد الذي يمسك بتلابيب الحياة بعين ساحرة باهرة ،انّها اللحظات التي تعانق روحها الشفيفة انّه الجمال الكامن في ذاتها والساكن قرارة قلبها.من خلال حوارها مع النورس القدم من مسافات بعيدة (البحر) الة مناطق الصبار ..وتبدو شخصيتها الإنسانية الرحيمة من خلال الخوف عليه أن يصيبه أذى ورفقا به تقول
أخاف أن يجرحك ...شوك الصبار
أخاف أن يحيطك الندم
...وتحتار
أخاف عليك بعد الحيرة ...
الإنشطار
لكن زيارة النورس لها يحرك برأسها عدة أسئلة تحاور نفسها به ، بطريقة مختلفة أخّاذة لا فرق عند الكاتبة بين طائر من محيط آخر تصنعه بنفسها وتخلقه بحروفها...
"الهام صانعة النهضة " يصنع بدوره المعجزات ، بين طائر خلقه الله، ليجعل كل تلك الصور حروفا تغنّي.

صورة بالغة وعميقة تنمّ على روح شفيفة تعانق الشعر وتحلّق عند الحدائق الملوّنة.
ولا ننسى هنا أن "الألوان" الجانب الآخر من الشاعرة فحياتها ملأى ألوانا وعصافيرا و بياضا. وهي صاحبة ريشة تغدق على حواسنا بالجمال فنلمحها في جلّ قصائدها فراشة ، تزيدها روعة وبهاء.وهوالظاهر ..لكن أعصارا من الألم يجتاح
سكونها وتخفيه ..حين تقول

آآآآآآآه ...من مرارة حروفي ...
لو أنها أشعار
لطارت مع مهب الريح ...
وأفنتها الأمطار
لأغرقها الطوفان...
والإعصار
ويمكننا أن نعقد مقارنة بين اللوحة الأولى وبقيّة اللوحات التي بدأـ فيها بأسلوب ترحابي ومساعر مفعمة بالحي والأمل ،واللوحات الموالية حيث تحاول تفجير آهاتها لهذا الطائر الذي له دلالة خاصة في نفسها .وهو البحر .الذي تميز دوما باستقبال المتأوهين والمظلومين والهاربين من جور الأحبة والخلان .. فلا يوجد قطيعة ولا نشازا بل هناك تمايزا أكيدا وثمة جرعة "أوكسجين" أكثر نقاء وصفاء ..تحملها صانعة النهضة في قلبها .انها نقطة الأمل وعدم القنوط من رحمة الله .وهنا تقول:

يا نورس ...!

طر في سمائك ...
مهما علت أسوار
واصبر على جروح الصبار

فعلا للقارئ المتمعن يكتشف أن النورس أصلا في ذات الكاتبة .وهي من خلقته ليحمل كل همومها بعيدا عن منابت الصبار ويحملها مسافات الى شواطئ الأمان والكمأنينة فتوصي نفسها بالصبر والجلد ....






التوقيع

    رد مع اقتباس