عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-06-13, 22:10 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي قبلة واحدة لك أيها الجبل


مـعـلـم في الأرياف: قبلة واحدة لك أيها الجبل

الأربعاء, 12 يونيو 2013 14:41



زاوية يكتبها الزملاء الصحافيون والمراسلون بالتناوب ترصد واقع التدريس بالوسط القروي من خلال شهادات حية لمدرسين ومدرسات ينحتون الصخر لإنجاح هذا الشيء الذي اسمه "مدرسة النجاح"..فتحية لهم ولهن.
لم أفهم لماذا يريدون بكل هذه السرعة أن نضع رؤوسنا بين أيدينا، وننكمش كقرنفلة خلف تضاريس لغة لامعة (طباشيرية)، نحطم المعارف والأصدقاء أو نكور لنسبح في نهر غاص بالعرقلة (الحركة الانتقالية) أو كما اسميه الليل المثقل...؟ ترى لماذا أفكر كل صباح في الذهاب إلى المرحاض؟ علي أن افطر بدناسة الآخرين، تواضع يشرف إنسانيتي، أن أجد شيئا من الهدوء كما لو كنت ذاك القط الذي يحفر ويغطي ما تخرجه مؤخرته.
يريدون أن ننام مبكرا كالدجاج، يعني أن أنام متأخرا مصادقا إذاعة طنجة مستمتعا بلحظات الصدق والتعب الجميل أنيسي عويل الذئاب، والمذياع بين الصدر والذقن، لاستيقظ في الصباح ثملا، وانسى ما فات، ولا يرميني الاخر بنظرات..
ارى القسم المستنبت وحيدا في الخلاء، على حد البصر، ألاحظ بضعة أطفال ينتظرون، ويستظلون بجداره القصديري، يستمتعون بصوت (الكليا) حيث تضغط الشمس بقوة على الزنك (السقف)، النوافذ بدون زجاج والنهار الجميل هو الذي لا يزورني فيه تيس شارد او ماعزة تبحث عن وليدها بين الصفوف، وعلى غير العادة، امسد ظهره، واثير هيجانه ، لكي يتشنج ويفقد اواصر الصداقة والقرابة، ويحطم بكل قوة المقاعد.
نهار احمر، وانا اتدحرج من دقيقة الى دقيقة، ومن ساعة الى ساعة، لعل طلعة السيد المدير تحل لكي يطلعني على المذكرات التي مضى على مصداقيتها اكثر من شهر، او يدعوني الى اجتماع فائت، او امضي ولو كان الزفت متلهفا للحصول على حوالة الشهر الماضي، وكأني اقبض على ظل عيوني حين اتفحص الصفراء وهي تذوب في ساحل الكلمات.
كم يخجلني ان ادوس بقدمي الطريق، او حين تنهب سيارة الأجرة ربع الحوالة لأظفر بحمام (تيزنيت) بعد طابورطويل امام دور المومسات.
اللعنة على من ايقظني من الحلم ذاك الصباح من شهر ماي واضعا امامي ملف طلب الانتقال ، قلت:
- عمره (إملأه) انت، فانا متشائم من حظي هذه السنة ايضا.
ضحك الصديق وقال :
انعمر(أملأ) ليك ازيلال ...؟
وضعت يدي على مقبض الدراجة وانطلقت ابحث في الخواء عن سر هذا الفراغ القاتل. وعن تسكع لا ينتهي. أشجار اللوز والأركان تحدتني عن غربتها، تقول أنها لم تعد قادرة على حمل هذا الشقاء. قبلة واحدة لك أيها الجبل الفاتر..لك ضجري، ولظلي الماء وأنا أرفع يدي كل صباح أخيف بهما ذلك الذي رماني هنا يريد ترويضي.
الحياة القاسية تبدأ من الساعة الحادية عشرة حين تتذكر ماذا تطبخ؟
أو ما هي الأكلة المفضلة هذا اليوم بدون خبز؟
جاري المعلم يحطم رتابة الوقت بصوت شيخات وادي زم. كم يركلني هذا العنيد في القلب. يريد أن نتشابك و نتخاصم . وبعد ساعة نستمتع عند الجيران بأكل الزيتون وأملو وزيت الآركان...
يا له من أحمق.. قلت، وخطته قريبا ستفشل حين يتكرر هذا العمل معه، شخص لا علاقة له بالعالم ولا يهمه الا بطنه.
أشعلت نصف السيجارة المتبقي، المعلمين كيف كيف قال ذلك أبي وأردف أيضا و (كاي امضاو غير في..)
وسكت بدون أن يكمل الجملة ودون أن نسأله ...
قلت. لا داعي أن يحتكم أحدكم الى الآخر في القبض على الوسادة لينام و يحلم بزيادة في نهاية النهار...

عزالدين الماعزي (أستاذ)





التوقيع

    رد مع اقتباس