سورةالأحزاب هدف السورة الاستسلام لله في المواقف الصعبة، و ذلك من خلال موقف حرج وعصيب مر على رسول الله صلى الله عليه و سلم و المؤمنين، حينما تجمع الكفار و حاصروهم داخل المدينة، و استمر الحصار فترة، و تعب المسلمون في هذه الفترة تعبا شديدا، و لكنهم صمدوا و لم تهتز ثقتهم في الله بل وصفهم الله تعالى في الآية 22 " ولما رأى المؤمنون الأحزابقالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما"، فلما سلموا أمرهم لله و استسلموا له كما ينبغي جاءهم نصر الله كما قال في الآيات 25 - 27 " ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا..." و تحتوي السورة أيضا على مواقف كان فيها حرج على المسلمين فجاء فيها تحريم التبني، و تطليق زيد بن حارثة و الذي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم متبنيه لزوجته السيدة زينب ثم تزويج رسول الله صلى الله عليه و سلم بها لكي لا يكون للمسلمين بعدها حرج في أزواج أدعيائهم كما جاء في الآية 37 . ثم جاءت الآية 72 " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنهاوأشفقن منها..." فبالرغم من أن الكون كله بما فيه مستسلم لله تعالى إلا أن السماوات و الأرض و الجبال أشفقن من حمل أمانة حرية الاختيار و حملها الإنسان، و يجب أن يكون على قدر هذه المسؤولية مع ضرورة حفاظه على استسلامه التام لله الخالق. و سميت السورة بالأحزاب لأنها رمز لأحرج و أصعب المواقف التي تعرض لها المسلمون و كيف أنه بالرغم من ذلك سلموا أمرهم لله تعالى. و المحور الأساسي للسورة في الآية 36 " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكونلهم الخيرة من أمرهم" و فيها الاستسلام التام لكل أوامر الله و رسوله و ربط هذا الاستسلام بالإيمان.