عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-29, 22:34 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي «موازين» والامتحانات والتجربة الفرنسية


«موازين» والامتحانات والتجربة الفرنسية



ثمة حاجة للتساؤل عن أسباب اعتماد مهرجان «موازين» لتوقيت ما بين 24 ماي وفاتح يونيو من كل سنة، لاسيما وأن هناك إمكانية لاختيار مواعيد أخرى لا تتعارض مع فترة استعداد التلاميذ للامتحانات، خاصة وأن عددا من الدول التي لها تجربة راسخة في إحياء المهرجانات تأخذ بعين الاعتبار هذه الفترة وتبرمج أغلب مهرجاناتها بعد انتهاء التلاميذ من فترة الامتحانات.
لنأخذ مثال فرنسا، التي تمتلك تجربة في تنظيم المهرجانات في كل ربوع البلاد في مناطقها الأربعة، الغرب والجنوب والشمال والشرق، فحسب دليل مهرجاناتها، فمن بين أكثر من 30 مهرجانا لا توجد إلا أربعة مهرجانات تنظم في سان بريوك و ليل وليون وكليرمونت، ولفترة ثلاثة أيام قبل موعد الامتحانات بما يزيد عن أسبوعين، وتنظم أغلب المهرجانات بعد فترة الامتحانات أي بعد منتصف شهر يونيو وشهر يوليوز وغشت، ولا يوجد مهرجان واحد، حسب دليل المهرجانات، ينظم في الأسبوع الأخير من شهر ماي أو الأسبوع الأول من شهر يوينو دائما بحسب دليل مهرجاناتها في المناطق الأربعة.
ولنأخذ نموذج بلجيكا التي تعرف في السنة أزيد من أربعين مهرجانا متنوعا تحظى فيه الموسيقى بمعظمها، فلا تكاد تجد مهرجانا أسبوعيا واحدا ينظم في الأسبوع الأخير من شهر ماي أو الأسبوع الأول من شهر يونيو، وإذا ما وجد مهرجان ما، فلا يخرج عن وقت السبت والأحد الذي يمثل عطلة أسبوعية، ونفس الأمر تقريبا يسجل في بقية الدول الأوربية.
الخلاصة من هاتين التجربتين في تنظيم المهرجانات في كل من فرنسا وبلجيكا، أن هناك خطا أحمر يرتبط بوجود قناعة بأن فترة الاستعداد للامتحانات تعتبر مقدسة، وأن توفير أحسن الشروط لنجاح وتفوق الناشئة التعليمية هو على رأس الأولويات، وأنه لا خلط بين فترة الجد، وفترة الاسترواح والاستمتاع، وإذا ما استدعى الأمر تنظيم مهرجان ما لاعتبار تاريخي أو رمزي، فإن الأمر لا يتعدى يومين وفي أسوأ تقدير ثلاثة أيام وخارج المنطقة الزمنية الحساسة.
معنى ذلك، أن السياسة العمومية المؤطرة للمهرجانات في الكثير من الدول تُدخل فترة الاستعداد للامتحانات كمحدد رئيسي لبرمجة المهرجانات، لأن صناعة النخب التي ستقود البلاد وتوفير أحسن الشروط لضمان نجاحها وتفوقها يعتبر عندها أولى من ترويحها وإدخال المتعة على نفوسها، ما دام أن هناك سعة في الزمن تسمح ببلوغ الهدفين دون أن يكون الثمن هو التشويش على ذهن المتعلم المقبل على الامتحانات.
ومعنى ذلك أيضا، أن هذه البرمجة تخلق راحة فنية للفنانين، تعتبر بمثابة إجازة محددة لهؤلاء، أو بمثابة فترة كساد فني، بحكم أن المهرجانات تتوقف في هذه الفترة، حيث لا يجد الفنان فرصة لعرض منتوجه إلا أن يتكيف مع معايير البرمجة ويختار أن يمارس عطلته السنوية في الفترة التي تتوقف فيها المهرجانات.
فهل الإصرار على عقد مهرجان موازين في فترة الاستعداد للامتحانات والتي تتزامن مع فترة الكساد الفني، محكوم بمنطق حساب مالي واقتناص لحظة الفراغ هذه، وتعويضها لهؤلاء الفنانين على حساب التحصيل الدراسي لأبنائنا المغاربة الذين لم يجدوا من يفكر في وضع خط أحمر يرحل كل المهرجانات بعيدا عن مرحلة الاستعداد للامتحانات؟
نأمل أن توضع هذه التجارب في تنظيم المهرجانات أمام الأعين، وأن ينظر إلى المعايير الحاكمة لبرمجتها، وأن يتم التأسي بالخطوط الحمراء التي تضعها حماية للناشئة ومنعا لأي تشويش على مستقبلها وسيرها الدراسي، وأن يتم التفكير في وقت آخر غير هذا التوقيت المكلف


بلال التليدي
29/05/2013









التوقيع

    رد مع اقتباس