عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-25, 13:49 رقم المشاركة : 1
غادة القلم الصادق
أستـــــاذ(ة) جديد
 
الصورة الرمزية غادة القلم الصادق

 

إحصائية العضو









غادة القلم الصادق غير متواجد حالياً


افتراضي اشتقت اليك فعلمني ان لا اشتاق




دخلت غرفة مكتبه...
كانت أوراقه مبعثرة هنا وهناك كأنها تشكل ديكوره الخاص
كان هناك دفترا بينها مفتوحا إلى جانب فنجان قهوته المعبق بعطر سيجارته
حملني الفضول لمعرفة ما يكتب بذاك الدفتر
رحت بسرعة أقلب في صفحاته علني أظفر بضالتي ربما كتب شيئا عني ... أو ربما عنها، أو ...
تصفحت كل جزء فيها و لم أعثر إلا على جيش من المواعيد المزدحمة و ملاحظات و تعليقات حول مواضيع متفرقة
لحظة ... هناك صفحة بيضاء تتوسطها عبارة " اشتقت اليك فعلمني أن لا أشتاق" استولى الفضول علي أكثر لمعرفة صاحبة هذه العبارة و كشرطي رحت أفتش عن أي إشارة اهتدي بها الى صاحبتها لكن عبثا حاولت فكل الصفحات بعدها كانت بيضاء.
و انا على هاته الحال من الحيرة و الاستغراب و التوتر و القلق إذ فجاة سمعت وقع خطواته باتجاه المكتب فرحت احاول الهروب كي لا ينتبه لوجودي في مكتبه
و لكن،... للاسف فمن شدة ارتباكي أوقعت فنجان قهوته على الارض و رحت أحاول جمع شظايا الزجاج، فجاة وجدته أمامي يبتسم و يقول: لابد أن نجمعها معا أليس كذلك؟
قلت له و انا احاول إيجاد كلمة اعتذر له بها: لكني انا من اوقعت فنجانك و انا التي...
لم اكمل كلامي حتى وضع يده على فمي لكي يسكتني و بقينا للحظات على هذه الحال لا ننبس ببنت شفة.
و قال بعد صمت طويل: "اشتقت اليك فعلمني ان لا اشتاق"، هذه العبارة أنت صاحبتها
هل هذا ما كنت تودين معرفته؟
لم اخبره شيئا فالدهشة اعقدت لساني ايعرف ما في نفسي من افكار كنت دائما احاول اخفاءها عنه و لما رحت احاول ان اساله قاطعني و هو مبتسم كعادته انت هي كل تلك الصفحات البيضاء...
انت هو الابيض الذي لم أحب ان ألوثه بمداد قلمي ...
و تركته سرا بيني و بين دفتري...
فهل عرفتي الآن يا سيدتي انك انت الابيض الذي أشتاق إليه؟
و عرفت سر عبارة " اشتقت اليك فعلمني ان لا اشتاق"؟
و بابتسامة امراة ماكرة حتى في إجابتها رحت أهمس في اذنه قائلة:
كنت أعرف الاجابة من البداية و لكني أحببت ان أتأكد فقط
و مضيت بعيدا كحلم مر من أمامه... تركته ضائعا... مشتتا كأوراقه
تركته يلملم بقايا زجاج فنجانه المكسور...
و هو يتمتم و يقول: هذه انت كعادتك لن تتغيري ابدا ...







    رد مع اقتباس