عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-07, 19:14 رقم المشاركة : 33
محسن الاكرمين
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية محسن الاكرمين

 

إحصائية العضو







محسن الاكرمين غير متواجد حالياً


وسام المشارك في المطبخ

وسام المشارك

b7 رد: محسن الاكرمين على منصة التشريح لمدة اسبوع


لك سيدتي كل التحية والتقدير...

لم تكن عملية وضع تعليق على الصورة مجرد وصف لمجموعة من الأشكال والألوان والظلال والابعاد... بل هي أيضا نقل الصورة من بعدها التبسيطي الى دلالة رمزية اكثر واقعية....
ان نوعية الرؤية لهي الزاوية التي تؤطر نسق التعليق المراد ترصيصه للصورة ،فالصورة التي طرحتها سيدي تستوجب الرؤية من عدة زوايا جربتها تباعا لعلني اجد الجواب الشافي لفضولي :
رؤية من الزاوية العليا ،هنا تسقط الذات علويتها على الاشياء وتحجيم المرئي بتصغير محتقر،فمن هذه الزاوية تنسحب الرؤية على المساحة الفارغة كبقعة يغطيها لون القتامة ، في حين تنزوي نبتة برية وهي تحارب جفاف الارض لتتموقع ضمن المساحة الاصغر تعيش مرض التوحد بحركتها القارة....وبنقلها على الحياة نجد ان الوضع الاجتماعي تسوده سوداوية لا تنجلي الا من غير طيف نبتة تحارب الشموخ وسط تفكك البنية الاجتماعية في شموليتها وهذا الامر يتاطر من تشقق الطين بفعل الحرارة "القسوة" الظالمة...
لكن الامر يختلف حينما وضعت نفسي اسفل الصورة ...اول ما لحظته النبتة بحيث ازداد طولها وغطت مساحة اكبر منها ...اما الطين المتشقق فاصبح كفسيفياء يزين المكان بتقاطع خطوطه المتعرجة....هنا خرجت الصورة من نمطيتها الدلالية الواقعية الى تصور سوريالي .... "فوق الواقع" من خلال العلو/الشموخ....
وفي تجربة الامر الثالث وهي النظرة الى الصورة من الامام اي المواجهة والمقابلة هنا صدمت بوقع الواقع الجاف من خلال الايحاء بالنقل الطبيعي من وضع صورة مبسطة الى وضع الحالة الاجتماعية ،من تم انسحب تفكيري الى التخيل الحسي لوضعية مشكلة اسنادها غير ملائم للتعليمات ،فالنبتة الصغيرة في قصرها -"التلاميذ " مثلا- فهي تحتاج الرعاية والتتبع ...في ظل الوضع المتردي للمنظومة التربوية وجفاف مخارجها من جودة المنتوج...
اصدقك القول سيدتي فقد اعجبني الامر وقررت المشاهدة من رؤية مائلة ،صعب علي الامر لكن توصلت اخيرا الى حل وهو ترك الصورة في موضعها وتحركي المائل ...هنا لا اخفيكم الامر فقد لحظت النبتة بوجودها طفيلية في المكان ،ثم اصبحت في عملية تركيزي عليها كمكون في وضع ثانوي ودون اهمال/ اي اقصاء من التموضع ...في حين استحود ظل اللون القاتم على المساحة الاكبر ...واصبح في شقه الابعد اسود اللون ...
ان الامر ينسحب على الوضع الذي نعايشه /نقاصيه / نتجرع مرارته ....
لنبتعد عن التشاؤم ...واقر ان الصورة تحمل بين طياتها الحياة - النبتة/الموت -الجفاف - ،لكن سنة الحياة تتفوق بالدفع بالحياة ولو بالكره كحمل المراة لجنينها...لذا فمطلبي هو الاحتفاء بالحياة لا الاحتفاء بالموت ....
ان اقتصار الصورة على لونين فقط له المعادلة الصعبة في تقدير ابعاد الصورة وتقدير حجمها ...فالنبتة شقت طريقها باعتمادها على طاقتها الداخلية وبدون سند ...هنا نذكر العزيمة /الوازع الديني/الابتكارية....
ومن بين الملاحظة انها تتموقع على اليمين في النظرة المقابلة للصورة...فالرب وعد اصحاب اليمين بالجنة "النبتة الخضراء" ،بينما الظاهر الخارج يحدد في قبله- بكسر القاف- عذاب الجفاف ...
تحياتي