تحياتي اساتذتي الكرام...

المسكوت عنه فعل محايد للقوانين السماوية والقوانين الوضعية ،وحتى عند العرف الاجتماعي... انه زنا المحارم ،التاريخ حافل بذكر نماذج كما سرد الاستاذ حميد اليعقوبي ،لكن تلك الفعلة الشنيعة بمجتمعنا المغربي يمكن اعتبارها ظاهرة غير مؤثرة بحدةتجلياتها ،في حين انها تستحق الدراسة مادامت ان العملية تخبو وما تكاد تستيقظ من رمادها مصيبة المجتمع بنارها من الدرجة الثالثة وشدة الخجل في الخوض فيها ...
لم استطع التوصل الى احصاء مضبوط للظاهرة رغم بحثي المطول منذ طرح الموضوع ،مما جعلني في حيرة من امري ،لكن بعد ان استجمعت تفكري من خلال وضع تساؤل اولي :
- بما تفيدنا احصائيات زنا المحارم؟
- هل يمكن التوصل الى العدد الحقيقي؟
دراسة الظاهرة الهدف منها الحد منها بقطع سبل التكراروتجفيف مستنقعها استباقيا ، ثم المعالجة النفسية، والحد من امتدادلتها الاجتماعية...
ان الاحصاء اليقيني هو ما يمكن استخلاصه من محاضر المحاكم في القضايا المعروضة عليها والمتعلقة بزنا المحارم ،لكن الامر الاشكل هو الحالات المسكوت عنها طواعية او ترهيبا ...من تم يستدعي الامر عدم تضخيم الظاهرة ولكن يستوجب النبش عن الدوافع باسبابها والاثر الناتج عنها،وترشيدا لمنهجنا فلا بد من تقسيم الاسباب الى :
اسباب اجتماعية:
وهي الهشاشة والفقر "الكفري" الذي استحود على القاعدة المتسعة من المواطنين،ان الفقر باقترانه مع الجهل/ الامية لهو البؤرة الملوثة للسلوكات الاجتماعية ونزوعها نحوالانحراف " زنا المحارم / السرقة / الادمان...
اسباب توعوية:
انفجار قضايا زنا المحارم المدوية في الصحف المكتوبة او الالكترونية غالبيتها يتسم مرتكبوها بعدم الوعي الديني /الاجتماعي...من تم يمكن الجزم بالتقصير الحاصل في هذا الامر من طرف فقهاء الامة والاعلام بشقيه، ولما المدرسة كذلك؟؟؟؟ ان الامر المرجعي بغفل نشر الوعي حول الظاهرة مرده الى اعتبار زنا المحارم من الطابوهات الممنوع الاقتراب منها بالجهر بها وفضحها علانية لاتخاذ العبرة المنعكسةبالايجاب ...
اسباب سلوكية:
ان الفساد الاجتماعي المتنامي عبر القنوات الفضائية الماجنة ،والتفسخ الاخلاقي عبر الادمان على الخمر والمخدرات لهو العش المفرخ لزنا المحارم ...
ففي البحث عن الاسباب لا ابحث عن المسوغات الداعية لزنا المحارم وتبريرها ،ولكن اروم نحو ضبط البدائل التي تخلصنا قطعيا من تنامي الظاهرة...ان زنا المحارم كبيرة من الكبائر التي لامغفرة فيها ،ولا رحمة في مرتكبها ولو بالتعزير السجني في حدوده القصوى ...
املي هي الالتفاف حول ظاهرة زنا المحارم من خلال تحصين الاسر بالاخلاق الدينية ،من خلال تفعيل الاوامر الربانية في حرمة الخمر والمخدرات،من خلال الاعلام التربوي الهادف الى الخطاب السلوكي الاجتماعي ،ثم من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ....فضلا عن خلق تنمية اقتصادية كرافعة اساسية للمستوى المعيشي والتوعوي للاسر المهمشة ...

تحياتي، رايي قابل للتصويب والتعديل...